بعد مرور أكثر من ثلاثين عاما في العمل الصحي الحكومي، أدرك تماما، الدور القيادي الصحي الهام والمنوط بالقيادة الصحية بالمنطقة. نعم، القيادة الصحية للمنطقة تعتبر هامة جداً في الوصول الى أفضل المستويات في الرعاية الصحية والتي تأتي استراتيجيتها واركانها من قبل الجهات العليا في وزارة الصحة، ذلك من خلال تطبيق ومتابعة كل الانظمة الصحية والادارية والتي تتحقق من خلالها المؤشرات الايجابية سواء ما يخص الرعاية والخدمات الصحية التي تمس اي مستفيد منها، او سواء كانت مرتبطة ببيئة العمل الايجابية التي تمس الممارس الصحي الذي يناط اليه تقديم جميع الخدمات الصحية للمستفيدين منها.
حسن اختيار تلك القيادات الصحية سواء كانت للمنطقة ككل او للمنشأة الصحية (كبيرة او صغيرة)، سيكون لها الابعاد الإيجابية والاستراتيجية قريبة المدى او بعيدة. ومن اجل الوصول الى هذا الهدف او الأهداف، تم منح القيادات الصحية كل الصلاحيات التي من خلالها يستطيع القائد الصحي للمنطقة (او المنشأة الصحية) من تحقيق كل الأهداف الاستراتيجية للعمل الصحي.
أيضا، من ضمن تلك الصلاحيات الحفاظ على حقوق الممارس الصحي ضمن إطار الأنظمة الإدارية والحقوقية التي من خلال تطبيقها تخلق وتبني بيئة عمل إيجابية لجميع الممارسين الصحيين في ظل مؤشرات عمل ومعايير تضمن للمارس الصحي كل سبل النجاح في تقديم أفضل ما لدية للنجاح في إيصال الرعاية الصحية التي يقدمها.
ومن مشاهداتي وتجاربي العملية خلال سنوات عملي الماضية، وجدت ان هناك قيادات صحية كانت رائعة جدا في عملها القيادي الصحي، هذا التميز القيادي من قبل تلك القيادات، كانت لها ثمارها وايجابياتها في مسيرة العمل الصحي سواء للمنطقة او للمنشأة الصحية، ومازالوا في ذاكرة العمل الصحي لدى الممارسين الصحيين بمختلف مهنهم ومستوياتهم. ولكن وللأسف، بين الحين والآخر، تأتي قيادات صحية (ان صح اعطائهم هذا اللقب)، تنقصهم التجارب أو الخبرة. ولم يكونوا موفقين في تطوير العمل الصحي او جعل بيئة العمل في مستوى يستطيع من خلاله الممارس الصحي تقديم أفضل ما لدية!
باختصار، من صلاحيات القيادة الصحية للمنطقة، نقل عمل الممارس الصحي، الى الجهة التي تناسب شهادته العلمية وخبرته المهنية وانجازاته خلال فترة عمله الماضية. ولكن، عندما تقوم جهة إدارية (منشأة او إدارة صحية) برفض توجيهات وقرارات قائد صحي المنطقة وذلك بحجة ان القيادات الصحية للمنطقة او الجهات التي لها الصلاحيات في اصدار القرارات (لم تقم بالتواصل معها أولا) ولم تنتظر موافقتها! ومن ثم لها الحق في رفض قبول موظف حكومي وتمكينه من العمل ، هو دليل واضح وصريح على ان قيادة تلك الجهة لم تحترم ولم تقدر الصلاحيات التي منحت لقيادة صحة المنطقة!
استشاري العدوى والمناعة
باحث في الشأن الصحي