الرياض ـ البلاد
عقدت هيئة الموسيقى اللقاء الرابع لملتقى “موسيقانا” الشهري مساء أمس والذي جمع افتراضيًا موسيقيين وباحثين، وذلك تنفيذًا لتوجيه صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة بإقامة لقاءات دورية بين الهيئات الثقافية والمبدعين السعوديين؛ لتعزيز التواصل بين جميع العناصر الفاعلة في القطاع الثقافي السعودي.
وافتتح اللقاء الرئيس التنفيذي لهيئة الموسيقى محمد الملحم، مشيراً إلى أن أول المشاريع الخاصة بحفظ التراث غير المادي ستنطلق من منطقة عسير لتتوالى بعد ذلك في مناطق المملكة، كما تحدث عن إستراتيجية عمل الهيئة التي ستعتمد على 5 ركائز رئيسية لمشاريعها هي: “التعليم، الإنتاج والعروض، النشر والتوزيع، الدعم والتمكين، التراخيص”.
وركز ملتقى “موسيقانا” على موضوع “الموسيقى التقليدية” الذي شارك فيه كل من عازف القانون عتيق حمدان، والإعلامي والناقد الفني يحيى مفرح، والخبيرة المعتمدة من اليونيسكو في التراث الثقافي غير المادي والممثلة عن جمعية المحافظة على التراث رهاف قصاص، والمتخصص في الموسيقى التقليدية الدكتور حسن إسكندراني، وأداره الباحث في الموسيقى التقليدية الدكتور سمير الضامر، مثرين محاور اللقاء التي شملت: “توثيق الموسيقى التقليدية في مناطق المملكة”، و”تشجيع مشاركة المجتمع المحلي في عملية الجمع الميداني والتوثيق”، و”آلية تطوير الموسيقى التقليدية”، وكيفية “دعم الفرق الشعبية” بالعديد من الاقتراحات والأفكار التطويرية. وتحدث العازف عتيق حمدان عن الجهود السابقة التي قامت بها بعض الجهات في المسح الميداني وتوثيق الفنون التقليدية لمناطق المملكة من خلال مهرجان الجنادرية الأول، مشددا على ضرورة أن يكون هناك أشخاص مؤهلون ومتخصصون وعلى دراية تامة بكيفية استقاء المعلومة وتدوينها.
ومن جهته أشاد الإعلامي يحيى مفرح بجهود وزارة الثقافة التي أسست كياناً يهتم بالموسيقى ويقدم له كل الدعم من خلال إستراتيجية مدروسة ولقاءات مع المختصين لإثراء الحركة الفنية بالمملكة، من خلال حصر جميع الدراسات السابقة التي قام بها مختصون بشكل فردي أو قطاعات خاصة وعامة للوقوف عليها وتطويرها وتقديمها بالشكل الذي يليق بتاريخ وإرث المملكة. فيما تطرقت رهاف قصاص لتجربة جمعية المحافظة على التراث في توثيق (الموسيقى والفنون الأدائية) التي تعد من ضمن المجالات المصنفة من قبل اليونيسكو كتراث غير مادي، والتي نتج عنها تسجيل العرضة النجدية عام 2015م في قوائم اليونيسكو، وواصلت الجمعية حصر عناصر أخرى منها فن (النهام) بمنطقة الأحساء عام 2019م. وأكد الدكتور حسن إسكندراني على أن كثيراً من الأعمال الفنية المطروحة في الساحة هي في الأصل من التراث الشعبي ولا يتم الإشارة لذلك، وهو ما يستدعي تدخلاً سريعاً لحفظ هذا التراث من التحوير والتشويه، مشدداً على أن الأغنية التراثية يجب أن تحافظ على هويتها وجوهرها. وتناول المشاركون في اللقاء الرابع لملتقى “موسيقانا” كيفية الاستفادة من المجتمع المحلي للحصول على المعلومات اللازمة والقصص التي من شأنها أن تسهم في حصر وتدوين تاريخ الفنون وطرق أدائها والممارسين الذين أسهموا في إحيائها خلال العقود الماضية، مشيرين إلى أن وجود وسيط من المجتمع المحلي سيسهم في تسهيل عملية الباحثين في الحصول على المعلومات المهمة.
وعن دعم الفرق الشعبية اقترح المشاركون ضرورة إجراء مسح كامل على مناطق المملكة لحصر عدد الفرق، وإنشاء قطاع معني بها، وعمل برنامج وجدول زمني لإشراكهم في الفعاليات والمهرجانات؛ لتقديم لوحات شعبية تسهم في تعريف الجمهور والنشء بما تتمتع به المملكة من فنون متنوعة تتمثل في الأغاني والرقصات والأزياء الشعبية، وكذلك إقامة مهرجان خاص بالفرق التقليدية مع توفير الدعم اللازم من مدربين متخصصين، ومواقع لاحتوائهم.