بيروت – البلاد
تواصلت التحركات الاحتجاجية في لبنان ضد حزب الله وحلفائه المتشبثين بكرسي السلطة دون إصلاحات لتحسين المعيشة، بينما تلوح في الأفق أزمة وقود وكهرباء ستلقي بمزيد من الاشتعال على الأزمة، فيما حذر مسؤول غربي من الوصول إلى مرحلة العصيان المدني.
وبعد تحرك “غضب الاثنين”، تواصلت التحركات الاحتجاجية، أمس (الثلاثاء)، على تردي الأوضاع المعيشية، واستمرت حالة الكر والفر بين المحتجين وقوى الأمن بقطع الطرق في مختلف المناطق وإعادة فتحها في عدد من المدن اللبنانية على رأسها العاصمة بيروت. وعمدت القوى الأمنية إلى محاولة فتح الطرقات ونجحت في إعادة السير بالعديد منها، خاصة في بيروت، وسط محاولات المحتجين لإقفالها.
وعلى وقع تفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية والمالية وما تشهده البلاد من تحركات احتجاجية وغضب وقطع للطرقات، عبر دبلوماسي غربي عن القلق الشديد إزاء ما هو متوقع من تحركات شعبية رافضة لما آل إليه الوضع في لبنان، غير مستبعدا الوصول إلى مرحلة “العصيان المدني”، وما يتبعه من فقدان للسيطرة على الوضع القائم في البلاد، خصوصا مع توقعات بأن التحركات لن تبقى محصورة ببعض المواقع التقليدية، بل ستمتد إلى مناطق حساسة قد تستفز بعض القوى السياسية والحزبية، مما يهدد بالتصعيد عبر مواجهات دامية. وحذر الدبلوماسي الغربي، من تفاقم حجم الأزمة النقدية والمالية والتي قد تتطور إلى حد لا يتوقعه اللبنانيين.
وأصبح اللبنانيون مهددين بالعتمة الكاملة مع إعلان وزارة الطاقة إفلاسها، وعدم قدرتها على استيراد زيوت الوقود، إذ أعلن وزير الطاقة ريمون غجر، أن لبنان يملك الأموال الكافية لاستيراد وقود الكهرباء حتى نهاية مارس الجاري فقط. وتابع: “قد نصل إلى الانقطاع التام للكهرباء من بعد نهاية هذا الشهر”. ويستمر ملسسل معاناة المواطنين أمام محطات البنزين، خصوصًا في قضائي صور والنبطية، حيث تشهد محطات المحروقات في معظم مناطق الجنوب ازدحامًا كبيرًا لطوابير من السيارات وبداخلها مواطنون ينتظرون دورهم. وفيما يتكرر مشهد إقفال المحطات واصطفاف المواطنين طوابير بانتظار دورهم للتعبئة، كما ينتظر الكثير منهم أمام المحطات وهي مقفلة بانتظار فتحها ليتمكنوا من التعبئة، يشكو الكثيرون من التلاعب بعدادات المحطات ونوعية الوقود المعبأ.