الرياض – البلاد
أكدت صاحبة السمو الملكي الاميرة موضي بنت خالد بن عبدالعزيز آل سعود الأمينة العامة لجمعية النهضة النسائية الخيرية، أن عمل الجمعية التي تأسست منذ ما يقارب من 60 عاما، تطور على مر السنين استجابة لاحتياجات المرأة المتغيرة والمناخ الاجتماعي والاقتصادي والسياسي المحلي.
وبينت أن الجمعية لديها مشروعات تواكب الأوضاع والظروف الراهنة، مشيرة إلى أن الجمعية وجدت دعما مقدرا من الجهات المختصة، والمؤسسات والجهات الحكومية والأهلية والأفراد والتجار الذين ساهموا بشكل فعال في استمرارية الجمعية ووصولها إلى ما هي عليه اليوم.
وأوضحت أن الجمعية تركز حاليا على برامج موجهة للأسر والتوعية بمواضيع تهم المرأة عن طريق السوشيال ميديا، بالإضافة إلى القيام بأنشطة ثقافية بما يدر دخلا على برامج النهضة.
• بداية التأسيس ومفهوم الجمعية الخيرية ما بين الأمس واليوم؟
•• يعود تأسيس جمعية النهضة في الرياض إلى عام 1962، وهي جمعية غير ربحية، كرست عملها ودورها في تمكين المرأة اجتماعيا” واقتصاديا”، وتعد جمعية النهضة من أوائل الجمعيات وقد سجلت برقم 2 في نفس الشهر الذي سجلت فيه الجمعية الأولى بجدة، ومنذ البداية نشأت الجمعية بتفكير تنموي يسبق مبدأ العطاء المباشر، ومنذ تأسيسها لليوم وهي تخدم المرأة بشكل عام وليس فقط من هم أقل حظاً.
لكن الحق يقال إن عمل الجمعية تطور بشكل كبير على مر السنين استجابة لاحتياجات المرأة المتغيرة والمناخ الاجتماعي والاقتصادي والسياسي المحلي.
وتعود نشأة الجمعية إلى جهود كل من صاحبة السمو الملكي الأميرة سارة الفيصل بن عبدالعزيز، وصاحبة السمو الملكي الأميرة لطيفة الفيصل بن عبدالعزيز، والسيدة سميرة خاشقجي، والسيدة مظفر أدهم.
وتتمثل رؤية الجمعية في إشراك المرأة بشكل نشط في تنمية المجتمع السعودي ورسخت مهمتها للعمل علي إيجاد بيئة تفتخر بمشاركة المرأة للحفاظ على كرامتها وبناء قدراتها.
• المرأة شريك فعال في تنمية المجتمع، فما هو دورها اليوم تجاه الجمعيات الخيرية والمجتمع المدني بشكل أكبر؟
•• استطيع أن أشبه المرأة في المملكة اليوم بالشجرة المثمرة، والسيدات هن الجذور والأساس، خصوصا اللاتي عملن بجهد وحفرن في الصخر لتأسيس هذه الشراكة الفعالة علي مدي ستة عقود في جميع المجالات التي تخدم المرأة.
والمرأة بطبعها حنونة وتهتم بالآخرين، هذه الخصال والإحساس الفطري بالمسئولية كان نتاجها أن أوائل الجمعيات التي تأسست في المملكة كانت جمعيات نسائية.
• ما مدى استفادة جمعية النهضة من الشراكات الإستراتيجية مع الجهات الحكومية والأهلية والدولية؟
•• في الحقيقة نحن دائما نفخر بالثقة التي توليها لنا دولتنا ولنا الشرف أن الكثير من ضيوف الدولة ممن لديهم اهتمام بالنشاط النسائي يتم توجيههم إلي الجمعية عن طريق الديوان الملكي أو الوزارات، ولدينا تعاون جيد مع كثير من المؤسسات والجهات الحكومية والأهلية التي تشكل سندا دائما لنا، ولا ننسي أبداً دعم الأفراد والتجار الذي ساهم بشكل فعال في استمرارية الجمعية ووصولها إلى ما هي عليه اليوم.
ولعله من أبرز محطات الجمعية أنه في يونيو من عام 2019 حصلت النهضة رسمياً علي الاعتماد من قبل المجلس الاقتصادي والاجتماعي في الأمم المتحدة (ECOSOC) على الصفة الاستشارية كمنظمة غير حكومية، والعام الماضي 2020 نالت النهضة الثقة الملكية وكلفت بأعمال مجموعة تواصل المرأة العشرين خلال رئاسة المملكة لمجموعة العشرين.
• دعم الأسر ما بين المادي، وإنشاء المشاريع ذات العائد المادي المستمر وخلق الفرص للمنشآت الصغيرة لوقف نزيف الدعم المستمر، ما هي المشاريع التي تدعمها الجمعية بشكل مباشر لتكون دائمة ومشاريع ربحية للأسر؟
•• نحن في النهضة نهتم بالنوعية وليس الكمية ونركز على ما لا يزيد عن 500 أسرة، والهدف النهائي العمل على استغنائهم عن المساعدة واعتمادهم على الذات، بداية يتم القبول بدراسة وافية ثم توضع خطة تنموية وتوعوية تبدأ بتوفير الأساسيات من مسكن وملابس ومواد غذائية وتسديد ديون، وتقوم النهضة بعد ذلك بتوعية جميع أفراد الأسرة من خلال التدخلات المهنية لحل مشاكل الأسرة التعليمية، النفسية، الاجتماعية والقانونية من خلال مختصين، ثم تدخلهم النهضة في برامج للوعي المالي والتقني وبناء الثقة بالذات وبرامج تدريبية وتأهليه للدخول في سوق العمل.
وبالنسبة للشباب طلاب المرحلة الثانوية تقدم الجمعية ورشا ودورات تدريبية لصقل مهاراتهم لتناسب متطلبات سوق العمل بالإضافة لجلسات فردية واختبارات لاكتشاف الميول وهذا بالتعاون مع المعاهد الموجودة والوزارات، وتقوم النهضة بالمساهمة في إيجاد فرص للعمل والتعلم.
واستطيع القول إن مشروعات النهضة دائماً مواكبة للأوضاع والظروف الراهنة، على سبيل المثال وقت الجائحة الحالية بدأ مشروع ” ثاير” ويهدف المشروع لتعزيز قدرة الطلاب والطالبات من مستفيدي النهضة بالإستمرار في التعلم في ظل جائحة فايروس كورونا والتعلم عن بعد.
• ما هو دور الجمعية في تبني الأسابيع الثقافية وتعريف العالم الخارجي بالنشاط الثقافي السعودي ودور المرأة؟
•• كانت الجمعية تقوم بعمل المواسم الثقافية ولكن الآن هناك جهات مختصة بذلك، وفي المقابل تركز الجمعية على برامج موجهة لأسر النهضة والتوعية بمواضيع تهم المرأة عن طريق السوشيال ميديا، وهناك أيضاً أنشطة ثقافية تقوم بها العضوات وكذلك الأنشطة المدرة للدخل للإنفاق علي برامج النهضة.
• الأم من أهم ركائز المجتمع المعافى ماذا قدمت النهضة للأم السعودية لتنشئة جيل المستقبل؟
•• الجمعية منذ نشأتها تخدم المرأة ككل سواء أم أو ابنة أو طالبة أو سيدة مجتمع لتحقيق أهدافها، ونحن جميعاً كأعضاء ومنسوبين استفدنا منها، حيث عززت معرفتنا بمجتمعنا وبيئتنا وأتاحت لنا فرصة لرؤية المجتمع من نواحي مختلفة والعمل فيه.
• أخيرا ما هي أبرز التحديات المستقبلية؟
•• لا نفكر كثيراً في التحديات بل نرى أبواباً مفتوحة وفرصاً واعدة نعمل على الاستفادة منها والاستمرار في العمل بكل سعادة وهمة وشغف لتحقيق أهدافنا.
أبرز محطات جمعية النهضة النسائية الخيرية
•• تغير المسمى إلى “جمعية النهضة النسائية التنموية” في مايو 2010
•• انتهجت برامج التدريب الفعال بالتعاون مع العديد من الجهات المتخصصة والشركات
•• تدريب 867 متدربة في عدد من الدورات وتوظيف 280
•• أبرز البرامج: التثقيف المنزلي للأم والطفل، ووقف الأم التنموي، وكفالة أسرة
•• انفصال مدارس النهضة لمتلازمة داون إلى جمعية صوت لمتلازمة داون في يناير 2010 .
الأميرة موضي رائدة وبرلمانية
تعد الأميرة موضي بنت خالد، من رواد العمل الاجتماعي في المملكة لأكثر من 40 عاماً، وساهمت في تأسيس العديد من المنظمات غير الربحية المتميزة في المملكة في مجال تمكين المرأة، ودعم ذوي الاعاقة، والمطلقات، وتشجيع التطوع في المملكة.
وتؤمن الأميرة موضي بأهمية العمل الاجتماعي المبني على الأبحاث والدراسات، وساهمت في دعم العديد من المشاريع البحثية الخاصة بالتنمية الاجتماعية في المملكة، خصوصاً الأبحاث الخاصة باحتياجات الفئات الأقل حظاً في المجتمع. وبالإضافة إلى عملها الخيري والاجتماعي، فقد مارست الأميرة العمل الحكومي من خلال تعيينها كعضو في مجلس الشورى في عام 2013م، حيث كانت من أوائل النساء المنضمات للشورى.