في الثامن من مارس من كل عام، يحتفل العالم بعيد المرأة، ولكننا هنا في المملكة العربية السعودية، نحتفل بالمرأة كل يوم، في ظل ما تحظى به من دعم وتمكين من قبل قيادتنا الرشيدة، التي تثق في إمكانيات المرأة السعودية ودورها في التنمية نحو تحقيق أهداف رؤية ٢٠٣٠. لم يعد اسم السعودية يرد في أسفل قائمة الدول في مؤشر التقارير الدولية لحقوق المرأة، وإنما صعد بسرعة إلى أعلى المراتب نتيجة القرارات الجريئة والحاسمة التي عدلت أو ألغت كثيراً من الإجراءات والأنظمة والعراقيل – مثل نظام التنقل وقيادة السيارة والسفر والإقامة ونظام الأحوال المدنية، وتسجيل الوثائق وإجراء المعاملات ونظام العمل وغيرها الكثير من الحقوق في الزواج والطلاق وحضانة الأطفال ومشاركتها بفاعلية في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للبلاد. ولم يعد عمل المرأة هامشيا، إنما أصبح يوكل إليها المناصب القيادية ويتاح لها كل المجالات دون تمييز على المستوى المحلي والدولي. وكل يوم يصدر قرار يكفل للمرأة المزيد من حقوقها كأم وزوجة وابنة وعاملة، ويحفظ لها كرامتها داخل المنزل وخارجه، ويفتح أمامها المزيد من آفاق وفرص النجاح والتفوق، فكيف لا نحتفل بالمرأة السعودية في يوم المرأة. ويأتي شعار هذا العام ليوم المرأة بعنوان “المرأة في القيادة: تحقيق مستقبل متساو في عالم كوفيد-١٩” احتفالاً بالجهود الهائلة التي تبذلها النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم في تشكيل المستقبل . وبحسب موقع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، يأتي هذا الموضوع تماشياً مع أولويات مثل المشاركة الكاملة والفعالة للمرأة واتخاذ القرار في الحياة العامة، وكذلك القضاء على العنف، وتحقيق المساواة بين الجنسين والتمكين وغيرها، وهي أولويات وضعتها السعودية في مقدمة اهتماماتها؛ حيث أصدرت العديد من القرارات لتمكين المرأة قانونيا واقتصاديا وصحيا وحمايتها اجتماعيا ضد العنف والتحرش. وقد أعربت الهيئة الأممية عن إعجابها بما أنجزته السعودية، وخصوصاً ما اتخذته من إبراز “تمكين المرأة” كمجال عمل ذي أولوية خلال رئاستها لمجموعة العشرين. وكذلك منظمة التعاون الإسلامي، الصوت الجامع للعالم الإسلامي والمدافعة عن قضاياه، التي تعتبر النهوض بالمرأة من أولوياتها، حيث وُضِعت الخطط وأنشِئت منظمة متخصصة لتحقيق ذلك، أشادت بالتطور الملموس الذي أحرزته المملكة في تمكين المرأة.
وفي إطار شعار هذا العام، بينت هيئة الأمم المتحدة للمرأة في موقعها، أن النساء وقفن في الخطوط الامامية في مكافحة كورونا، سواء في مجال الرعاية الطبية أو المنظمات المجتمعية او حتى كبعض القياديات، حيث أظهرت القيادات النسائية والمنظمات النسائية مهاراتهن ومعارفهن وشبكاتهن للقيادة الفعالة في جهود التصدي لـ COVID-19 والتعافي منه. ولا شك أن المرأة السعودية أثبتت وجودها وكفاءتها كقيادية وبخاصة خلال أزمة الوباء المستمرة والتي وجدنا الكوادر الطبية والعلمية من النساء في الصفوف الأمامية يعملن بمهنية وتفان وقوة وعزيمة، وكذلك المعلمات وكل من هي في موقع مسؤولية وواجب مع الالتزام بواجباتها كزوجة وأم وابنة بالرغم مما واجهته من تحديات وصعاب وضغوط، سواء على المستوى الأسري أو العملي أو الاجتماعي بسبب التداعيات الاقتصادية للوباء. وفي عالم كوفيد لا بد أن نتعاون جميعنا للقضاء على هذا الفيروس وعلى تداعياته وتأثيره على كافة مناحي الحياة الطبيعية، ولن نستطيع أن نتعافى منه بشكل كامل ما لم نهتم بكل فئاته.