يمثل عدم تمديد العمل بالإجراءات الاحترازية الذي أعلنته وزارة الداخلية أمس، ويسري تنفيذه اعتبارا من اليوم الأحد، بداية جديدة ومبشرة ليس بشأن مستجدات المنحنى الوبائي لفيروس كورونا كوفيد 19 في مناطق المملكة، فحسب، بل فيما يتعلق بقدرة الجهات المختصة على تبني الكثير من المبادرات والإجراءات السريعة والفعالة التي تضمن بإذن الله حماية المواطنين والمقيمين على أرض المملكة، وتعكس الجدية في التعامل مع كل ما تتطلبه المرحلة الراهنة بشأن المد والجزر الذي يشهده الوباء في العالم بشكل عام والمملكة بشكل خاص.
وإذا كانت الإجراءات التي تم السماح بها تشمل فتح دور السينما وصالات الطعام في المطاعم والمقاهي والمراكز الترفيهية ومراكز التسوق، فإنه يجب ألا يتم اغفال الجانب المهم في بيان الداخلية، والمرتبط باستمرار الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية والبروتوكولات المعتمدة للأنشطة كافة، للمحافظة على الصحة العامة للمجتمع، وحماية المكتسبات التي تحققت خلال الفترة الماضية على جميع المستويات.
لا شك أن الهدف الأسمى من أي اغلاق أو اعادة فتح، لا يعني التفريط في المكتسبات الصحية التي نجحت المملكة في التوصل لها منذ اليوم الأول لبدء الجائحة، وكان من تداعياتها عدم التردد في فرض منع التجول، والذي استمر لعدة اسابيع، ثم اغلاق كامل للأنشطة ثم فتحها، ثم اعادة اغلاقها، ثم فتحها، فالمهم في الأمر كله أن يعي المجتمع دوره في أن كل الجهود تنصب لحمايته وتعكس القدرة على التعامل مع المتغيرات بشأن الفيروس الخطير.
على الجميع اليقظة خصوصا أن كل الاجراءات تخضع لتقييم مستمر، فلكي تبقى أنشطتنا مستمرة وحياتنا شبه طبيعية علينا أن نرتقي لمستوى المسؤولية.