بيروت – البلاد
سادت الشارع اللبناني، حالة من الغضب والسخط على “حزب الله”، ذراع إيران في لبنان، بعد تداول فيديوهات لمسيرة بالدراجات النارية لأنصار الحزب في شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت، ليلة الاثنين، حملوا خلالها أعلام إيران، مرددين شعارات مؤيدة لطهران وزعيم “حزب الله” الممول من الملالي، ما أثار حفيظة اللبنانيين الذين رأوا فيها استفزازا طائفيًا ووطنيًا. وجاء تحرك مليشيا حزب الله، اعتراضا على دعوة البطريرك بشارة الراعي لعقد مؤتمر دولي يدور حول ضرورة حياد لبنان وإبعاده عن المحاور، وحصر القرارات السيادية والسلاح بيد الدولة، في إشارة إلى رفض استمرار هيمنة الحزب على مفاصل الدولة اللبنانية خدمة للأجندة الإيرانية. وازدادت المخاوف اللبنانية من جر “حزب الله” لبنان إلى الفوضى والاحتراب الأهلي، لا سيما وغالبية اللبنانيين يرون في أن نهج المليشيا العدواني وتنفيذها للاغتيالات، وارتباطها بإيران، أجندة مقلقة تجر الويلات على البلاد، الغارق في الأزمات.
ويرى سياسيون لبنانيون، أن الساحة اللبنانية باتت أمام خيارين لا ثالث لهما، إما مواجهة السلاح المنفلت والتبعية والهيمنة الحزبية، أو التحول إلى دولة ميليشيات يكون الحكم فيها لمن يملك السلاح والترسانات الصاروخية، لافتين إلى أن تطبيق الحياد في البلاد سيكون كفيلًا بحل معظم أزمات لبنان تحديدًا من الناحية الاقتصادية والمعيشية، على اعتبار أن ذلك سيؤمن للحكومة اللبنانية دخولًا مالية إضافية من خلال المساعدات الدولية والعربية، بالإضافة إلى فتح المجال أمام مشاريع التنمية. وأكدوا أن ردة فعل “حزب الله” والتلميح إلى وجود خيانة في تصريحات الراعي، يشير إلى أن الحزب الإرهابي قد يعود إلى لعبته القديمة من خلال الاغتيالات، لا سيما وأن آخر تلك الاغتيالات، كانت قبل أسابيع قليلة بعد استهداف الناشط والمعارض اللبناني لقمان سليم، منوهين إلى أن لمرحلة الحالية يشعر فيها الحزب بأن الضغوط وصلت إلى أقصى مراحلها.