البلاد – خاص
تواصل تركيا سياستها العدوانية في المنطقة ما جعل العقوبات تتهددها من كل الاتجاهات، بعد الممارسات السياسية الغريبة للرئيس رجب طيب أردوغان ومواصلته اللعب على الحبال، وتخطي حدوده والتعدي على الآخرين، وفقا لما قاله وزير الدفاع القبرصي شارلامبوس بتريدس، متهما تركيا بتخطي كل القرارات الأممية الصادرة بشأن “القضية القبرصية”.
وقال بتريدس إن بلاده ستشارك في اجتماع جنيف الذي سيجمع أطراف القضية في نهاية شهر أبريل المقبل بدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة، لبحث قضية الجزيرة المنقسمة إلى شطرين منذ عام 1974 بفعل الاحتلال التركي لشمالها، منددا بسياسات تركيا التي تطرح وللمرة الأولى موقفا خطرا من خلال مطالبتها بحل الدولتين في قبرص، مؤكدًا أن ذلك لا يمكن أن يشكل منطلقا منطقيا للتوصل لحل الأزمة، لافتا إلى أن الموقف التركي يتخطى كل قرارات مجلس الأمن ولا يتماشى مع مبادئ الاتحاد الأوروبي.
وشدد وزير الدفاع القبرصي على أن تركيا تشكل خطرا دائما على أمن قبرص والمنطقة، لأنها تملك حضورا عسكريا كبيرا في المنطقة المحتلة من الجزيرة، كما أنها تعمل على زعزعة الاستقرار من خلال القيام بأعمال استفزازية دون احترام لحقوق وسيادة قبرص على مياهها الإقليمية، مؤكدا عمل بلاده مع الحلفاء والشركاء على التصدي للتدخل التركي في المنطقة، عبر سلسلة واسعة من الشراكات والتعاون مع دول في المتوسط والمنطقة والعالم لمواجهة السياسة العدوانية التركية.
إلى ذلك، لا تزال تركيا تواصل نهجها في انتهاك سيادة العراق رغم الانتقادات التي وجهتها بغداد لأنقرة ودعوتها إلى ضرورة الالتزام بحسن الجوار واحترام سلامة الأراضي العراقية.
ورغم أن الحكومة التركية أعلنت الشهر الجاري انتهاء عملية مخلب النسر 2″ إثر مقتل 13 جنديا تركيا، لكن يبدو أن أنقرة مصرة على اعتماد النهج العسكري لتهديد الأكراد، إذ كشفت مصادر محلية في مدينة دهوك شمال إقليم كردستان العراق، أمس (السبت)، أن الطيران التركي قصف مؤخرًا بشكل مكثف 3 قرى بالقرب من جبل قاره حيث تشتبه تركيا بوجود الأكراد فيها. وأوضحت المصادر من شمال كردستان أن القصف تسبب في حالة من الذعر والخوف بين القرويين.
ويظهر جليا أن أنقرة مصممة على اعتماد الحلول العسكرية لمواجهة مسلحي حزب العمال الكردستاني على الرغم من أن العمليات العسكرية المتتالية أثبتت إلى حد الآن فشلها في القضاء على المعارضين الأكراد، ورغم ما تسببه تلك العمليات من تداعيات سلبية على السكان في المناطق الحدودية في إقليم كردستان.
ويرى مراقبون أن لتركيا مصلحة في مواصلة عملياتها العسكرية سواء في استقطاب التيارات القومية المتحالفة مع حزب العدالة والتنمية أو في إطار أطماع تركيا في ثروات العراق، خاصة وأن عينها على الثروة النفطية في كركوك.