البلاد – رضا سلامة
أصابت الضربة الأمريكية لميليشبات موالية لإيران في سوريا نظام الملالي بحالة من الارتباك، في ظل استمرار الاحتجاجات داخل البلاد، وتفاقم الأوضاع الاقتصادية، التي دفعت غالبية الإيرانيين للانصراف عن تأييد النظام.
وطبقا لما نقلته “بي بي سي” عن خبراء ومراقبين، فإن الغارات الجوية الأمريكية ضد مواقع استهدفت جماعات موالية لإيران في سوريا، تحمل رسالة ردع للمليشيات الإيرانية، ووقف اعتداءاتها على رعايا ومصالح الولايات المتحدة في العراق أو أي مكان آخر، مؤكدين أن فحوى الرسالة الموجهة لطهران هي أن واشنطن لن تسمح للمليشيات بالعبث في المنطقة.
وترى صحفا محلية إيرانية أن معظم الإيرانيين أصبحوا غير راضين عن النظام، ويعتبرون أن سياسة الملالي ستقودهم للهاوية، إذ قال الناشط الإصلاحي، مصطفى تاج زاده، وفقا لصحيفة “همدلي”، إن معظم المواطنين أصبحوا غير راضين عن أداء النظام، وكذلك عن أداء التيار الإصلاحي، موضحا أن وجود هذا الشعور لدى الناس هو خطر يهدد البلاد، ولو استمر هذا الشعور فإنه سيهدد مشروعية النظام بأكمله ويجعل المواطنين يتجهون إلى حلول وطرق أخرى للبحث عن الخلاص من الملالي.
وشدد تاج زاده على ضرورة أن تعيد قيادة النظام وكذلك الإصلاحيون النظر في السياسات والاستراتيجيات السابقة لمنع وتجنب وقوف النظام أمام الشعب وضده وأن يصبح الرفض وعدم الرضا الشعبي متصدرا آراء المواطنين، مشيرا إلى أن إحدى المشاكل الرئيسية في البلاد هي اقتفاء استراتيجيات خاطئة تتمثل في عدم اهتمام النظام بالتنمية الاقتصادية للبلاد ورفاه المواطنين.
يأتي هذا فيما تستمر الاحتجاجات في بلوشستان في ظل احتجاج 4 منظمات حقوقية على قطع الإنترنت، حيث أعلنت حملة النشطاء البلوش، أمس، عن استمرار الاحتجاجات في عدد من مدن إقليم بلوشستان، جنوب شرقي إيران. ونشرت الحملة شريط فيديو لمتظاهرين يشعلون النار في مكتب رئيس ناحية آشار بمدينة سرباز، ويغلقون طريق بنجشير- ميرجاوه.
وبحسب الحملة، تستمر الاحتجاجات في مدن سراوان، وسوران، وزاهدان، وخاش، وإيرانشهر. وفي الوقت نفسه، احتجت 4 منظمات، هي: “آرتیكل 19″، و”إكس ناو”، و”العفو الدولية”، و”مجموعة الأوسط”، على قطع الإنترنت في بلوشستان، مؤكدة في بيان لها أن المسؤولين الإيرانيين أرادوا استخدام قطع الإنترنت كأداة للتغطية على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والجرائم الدولية المحتملة مثل “القتل خارج نطاق القضاء”.
وكانت الاحتجاجات في بلوشستان قد بدأت بعد أن أطلقت الشرطة الإيرانية النار على ناقلي الوقود الذين كانوا قد احتجوا على إغلاق المعبر الحدودي، يوم الاثنين الماضي.
