جدة – نجود النهدي
أضحت منجزات المرأة السعودية نبراسا يحتذى به كونها شريكا أساسيا بجدارة كفاءتها وعلمها وحضورها الفعّال في تنمية المجتمع والنهوض به، للمساهمة في دفع عجلة التنمية في كافة المجالات بما يواكب تطلعات القيادة. ونتيجة لهذه التوجهات اصبح تولي المرأة السعودية للمناصب التي كانت حكراً للرجال يتسع نطاقه يوماً بعد يوم ثقة بها وإيماناً بكفاءتها،
ومن النماذج النسائية التي تفوقت في مجال الإبتكارات التقنية أمل حامد البلوي، التي كرمها وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة،ضمن المتوجين بجائزة المسابقة السنوية “أبدع بفكرة” التي أطلقها مركز الإبداع بالوزارة لتمكنها من تقديم ابتكار مميز يخدم المجالات الصحية في المملكة، وهي تنقية أكياس الدم النانوية ، كما كرمتها رئيسة الجامعة السعودية الالكترونية الدكتورة ” ليلك أحمد الصفدي” ، وتشغل أمل البلوي حاليًا منصب مدير مشارك في مكتب تحقيق الرؤية، وفريق الاستراتيجية الوطنية للصحة النفسية، ومستشارة لأسر ذوي التوحد، ومدربة معتمدة.
عن مسيرتها العلمية تقول أمل البلوي: التحقت ببرنامج البكالوريوس الثاني بالجامعة السعودية الالكترونية عام ٢٠١٨ في كلية العلوم الصحية “مسار الصحة العامة” المستوى السادس، وحالياً ادرس ببرنامج الماجستير
التنفيذي في إدارة المشاريع وسوف انتهي منه إن شاء الله في نهاية هذا العام ٢٠٢١ .
وعن ابتكارها وماذا تعني تقنية أكياس الدم النانوية والفوائد المرجوة منها فقالت: الابتكار يعرف طبيا بـ”أكياس الدم النانوية” لكشف الفيروسات في الدم ، ومن بينها فيروس كورونا المستجد، وقد رفضت عروضا دولية لاحتكار ما توصلت إليه، ووقعت اتفاقية مع وزارة الصحة ، وبذلك تصبح المملكة هي الأولى في تصدير هذه التقنية.
واستطردت بقولها: تقنيَّة النانو تتمثل في إضافة غلاف خارجي لكيس الدم الذي يحتوي على محلول المادة النانوية ويتكون من ذرات “الكربون + السليكون ” وبخواصها الفيزيائية تقوم بالاندماج مع جزيئات فيروس (HIV) وتتجمع جزيئات النانو بنمط يعطي لونا مميزا للمحلول بالغلاف الخارجي دلالة على وجود ” الفيروس ” بالدم ومن خلاله يتم استبعاد الكيس وعدم استخدام الدم بداخله.وتهدف هذه التقنية في التسهيل على العاملين ببنوك الدم في التعامل مع أكياس الدم بسرعة أكبر وعدم الاحتفاظ بكيس دم ملوث.
وفيما يتعلق بمشوارها مع الابتكارات قالت: بدأ في المرحلة الثانوية؛ حيث كنت من المرشحات الموهوبات للمشاركة في الأولمبياد الوطني للإبداع مسار الابتكارات عام ٢٠١٠ م. و حصلت على جائزة المركز الأول في محور الابتكارات والاختراعات بالملتقى العلمي الطلابي الثاني بجامعة تبوك عام ٢٠١٢ م.وفي عام ٢٠١٦ شاركت بفكرة الابتكار في الملتقى العلمي الطلابي السادس في جامعة تبوك وحصلت على جائزة المركز الخامس.
وحول العلاقة بين التقنية والعلوم الطبية قالت: التقنية لا تعالج حالياً أي مرض. هى فقط تساعد في الكشف المخبري عن الفيروسات، لكن الاستمرار في التجربة قد يكشف لنا إمكانية استخدامها في العلاج.
وحول الأسباب التي جعلتها تعكف على ابتكار أكياس تقنية أكياس الدم النانوية قالت: أثناء دراستي لمادة علم أمراض الدم في عام ٢٠١٤ م، وفي المحاضرة العملية في المعمل أثار فضولي طريقة الكشف عن الفيروسات بالدم خاصةً بعد مشكلة، الطفلة التي تم نقل دم ملوث لها بالخطأ وبعد المحاضرة جلست لعدة أيام أفكر في المشكلة وتلك الطفلة البريئة وبدأت في عملية ” عصف ذهني ” من أجل إيجاد آلية جديدة للكشف عن الدم الملوث في مختبرات الدم ومن هذه المحطة انطلقت محاولاتي للدراسة والبحث عن كيفية تطوير الكشف عن فيروس HIV تحديداً، والحمد لله إستطعت التوصل لهذه التقنية.
وفيما إذا كانت خائفة من أن ابتكارها لا يحقق المستهدف قالت: نعم كنت متوجسة للغاية ولكن لا اخاف من الفشل لأن الفشل في بعض الاحيان يضيء الطريق إلى النجاح والحمد لله حقق ابتكاري ما كنت اصبو إليه. وأنا ممتنة للألم وللفشل ولكل تجاربي واختياراتي التي لم تكلل بالفوز فلولاها لم أكن لأعرف تلك الطرق التي أوصلتني لما أنا عليه اليوم والحمدلله على نعمة الأمل الذي لا يعرف المستحيل.
وعما يدور في ذهنها من ابتكارات مستقبلية قالت: في خضم موجة اجتياح الفيروسات والأوبئة المعدية، سوف أكرس كل ابحاثي القادمة من اجل التعايش والوقاية والكشف المبكر عن الأمراض وإيجاد البدائل التقنية التي تساهم في دعم صحة الإنسان.