البلاد : وكالات
روت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية مشاهد مؤلمة عن حال الناس وما يعانونه من برد وجوع وافتقار إلى أبسط مقومات الحياة، إضافة إلى تفاصيل محزنة عما فعلته الأزمة الاقتصادية الكارثية بحياتهم.
وتقول الصحيفة إن السوريين يكرسون معظم وقتهم للبحث عن محروقات للطهي والتدفئة، ويقفون في طوابير طويلة للحصول على الخبز، وسط استمرار انقطاع التيار الكهربائي الذي لا يصل لبعض المناطق سوى بضع ساعات في اليوم، الوقت الذي يكفي بالكاد لشحن الهواتف المحمولة.
وتروي الصحيفة كيف اضطرت سيدات يائسات لقص شعرهن وبيعه لإطعام عوائلهن. وتلتقي بإحداهن في صالون لتصفيف الشعر في دمشق، وهي أم لثلاثة أطفال، اشترطت عدم الكشف عن اسمها كسائر من قابلتهم الصحيفة، تقول السيدة: “كان علي بيع شعري لأطعم أطفالي الجياع”.. كان زوجها النجار مريضاً ولا يعمل إلا بشكل متقطع، وكانت بحاجة للطعام ولمحروقات للتدفئة ولمعاطف لأطفالها.
باعت السيدة شعرها بما يعادل 55 دولاراً، وسيستخدم في صنع شعر مستعار، وقد استخدمت ما جنته لشراء وقود للتدفئة ومعاطف للأطفال، ودجاجة مشوية لم تتذوق العائلة مثلها منذ 3 أشهر.. بكت السيدة ليومين بعد ذلك لشعورها بالخجل والهوان.
ويمر الاقتصاد السوري بأسوأ فترة منذ اندلاع الحرب في 2011، في هذا الشهر تراجعت الليرة السورية إلى مستوى قياسي مقابل الدولار في السوق السوداء، ما أدى إلى انخفاض قيمة الرواتب وارتفاع تكاليف الاستيراد بشكل كبير، كما أن أسعار الأغذية تضاعفت العام الماضي.
وحذر برنامج الأغذية العالمي من أن أكثر من 60% من السوريين (12.4 مليون) معرضون لخطر الجوع وعدم القدرة على تأمين الطعام وهو رقم قياسي غير مسبوق.