لأول مرة منذ 4 سنوات مضت، يكون المضيف ضيفاً على ملعب هو من فكر وأنشأ، وزرع وحصد فيه البطولات، وأهمها المستعصية، وأرسل من خلاله فكرا بعيد المستوى في الاستثمار واستقلالية الميدان، الأمر الذي جعل الجار ”
النصراوي ” يبذل الغالي والنفيس لاستنساخ التجربة؛ حتى لو كانت بأغلى الأثمان؛ لتكرار تجربة الخصوصية والسعي لحصد البطولات المشابهة ” إن أمكن”.
أكاد أجزم أن هذا الديربي سيكون مختلفا تماما عن سابقيه؛ حتى لو أصر أنصار الفريقين أنفسهم وضعه كديربي بثلاث نقاط فقط. عفوا يا سادة، فهذا اللقاء مغاير لعدة أمور؛ فالنفسية فيه قد تعتلى الفنية بمراحل بسبب ” مرسول بارك” تحديدا، فهذا المكان كان فأل خير على الكتيبة الزرقاء، الذي اقترن بارتفاع المستوى الفني الكبير ومثالية الأداء التي أصبحت مضرب مثل، و اختبار ” قدرات ” حتى حقق ما حقق على أرضية ميدانه، ويسعى في هذا اللقاء أيضاً لإرسال رسائل مضمونها، لو اختلفنا أو ابتعدنا فأنا ” الأول “، ولا يهمني من سيأتي ” بعدي ” بينما على الطرف الآخر، نجد أن المتابع لحالة الفرح الكبرى التي صاحبت حصول النصر على هذا الملعب، واحتفالية افتتاحه توحى أن الصورة الذهنية التي رسمت عند أغلب الجماهير النصراوية أنهم كسبوا هذا ” التحدي ” وانتزعوه من غريمهم، وأنه نجاح يضاف إلى سجلاتهم، ويمنون النفس بنجاحات مستقبلية مشابهة لمن سبقهم في الركض على ميدان ملعب ” الجامعة ” بعد تغيير عنوانه. فبعيداً عن انتصارات الفريقين على هذا الملعب في مواجهتهما السابقة.
فالفوز في هذا اللقاء سيكون له معايير مختلفة ” وطقطقة ” قد تستمر لنهاية الموسم، مع اختلاف الأهداف والطموح المبنية على هذا النزال، فالقوة الزرقاء سيؤكدون أنهم أصحاب المكان؛ حتى لو اختلفت المسميات، بينما سيثبت ” جمهور الشمس ” أن التغيير شمل كل شيء، وليس فقط الألوان التي تغيرت داخل محيط ” مرسول بارك ” وعلى الجميع التعايش مع هذا الواقع الجديد.
وبعيدا عن المستوى الفني المتباين للفريقين خلال مسيرتهما في الدوري، وإن كان الهلال أقل وطأة من النصر الذي وصل فيه صناع القرار لعدم القدرة على فهم الأسباب، يظل الأهم من سينتصر في هذا ” الديربي “.
فالهلاليون لن يجدوا وداعا حقيقيا أفضل من فوزهم على المالك الجديد لمحيطهم، والنصراويون لن يجدوا افتتاحية مميزة لمرسولهم مثل الفوز على ملاك الأمس؛ لإغلاق هذه الصفحة فعليا ونهائيا، والبدء في صفحات إثارة جديدة تعودنا عليها بين الطرفين.
بقعة ضوء
مهما حاولنا الابتعاد عن الثانويات، والتركيز على الأساسيات، إلا أن البعض يجد أن متعة المنافسة تكمن في كل المكونات.