أربيل – البلاد
كشف التحقيقات الأولية في استهداف قاعدة التحالف الدولي ضد داعش في محيط مطار أربيل، أن الصواريخ المستخدمة في الهجوم إيرانية الصنع، وأن خبراء إيرانيين أشرفوا على العملية.
وقالت مصادر مطلعة على سير التحقيقات في إقليم كردستان العراق: إن الصواريخ هي نفسها التي استخدمت ضد السفارة الأمريكية في بغداد وضد مطار بغداد الدولي، مبينة أن المجموعة المنفذة للهجوم الصاروخي على أربيل، أي “سرايا أولياء الدم”، تعتبر واحدة من الميليشيات الموالية لطهران، التي تتعمد الإعلان عن فصائل بأسماء جديدة للتمويه والتهرب من المسؤولية والعواقب، منوهًا إلى أن الأسماء تختلف، إلا أن مصدر الأوامر واحد وهو إيران.
وأرجعت المصادر، أسباب استهداف القاعدة التابعة للتحالف الدولي في هذا التوقيت بالذات، إلى رغبة إيران في تخفيف الضغط عليها في سوريا، بعد أن تعرضت لمجموعة ضربات إسرائيلية موجعة، لافتة إلى أن إيران تريد من الولايات المتحدة الضغط على إسرائيل لوقف العمليات ضدها وميليشياتها في سوريا، ولكن ذلك لن يحدث. ولفتت إلى أن السبب الثاني هو رغبة إيران في تخفيف العقوبات والعودة إلى الإتفاق النووي، إلا أن الرياح جرت بعكس ما تشتهي سفن طهران.
ورأت المصادر أنه في ظل تعثر المفاوضات النووية خلطت طهران الأوراق، باستخدامها لأراضي العراق وسوريا ولبنان واليمن وميليشياتها المنتشرة في تلك الدول لتمرير رسائلها، مواصلة نشر الفوضى بانتظار نتيجة المفاوضات مع الولايات المتحدة. وقطعت المصادر بأن دعوة رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان برزاني، لمجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة للعمل على إنهاء المخاطر التي تشكل تهديدًا على الإقليم، طلب مباشر بطرح ملف الميليشيات المتفلتة في العراق على طاولة البحث، ما يؤدي إلى نقاش الدور الإيراني في العراق والعمل على كبحه، منوهة إلى أن أولى نتائج هذه العملية كان قرار قوات التحالف برفع عدد جنودها في أربيل، وستكون هناك تطورات أخرى ستشهدها المنطقة لمواجهة تصعيد طهران.
وفيما يعزز مسؤولية إيران وميليشياتها عن الهجوم، كشف مصدر أمني أن الصواريخ انطلقت من مكان قريب من قضاء الدبس، جنوب غربي كركوك، حيث تتواجد فيه فصائل من الحشد الشعبي؛ جزء منها موال لإيران. وأضاف أن الصواريخ التي استهدفت محيط مطار أربيل، قطعت عشرات الكيلومترات في محافظتين لتستقر في بلدة في جنوب كركوك تضم قطعات من الفصائل قبل إطلاقها.