شكلت الجهود الصحية والرقابية والأمنية من الجهات المختصة الدرع الواقي من تزايد وكثافة الاصابات بفيروس كورونا كوفيد 19، لحماية المجتمع من تفشي المرض، لكن تبقى التوعية هي المسار الآمن لعبور المجتمع من منحنى الخطورة للوباء في موجته الثانية، إلى مسار آمن للصغير والكبير والمريض قبل السليم.
وفي كل مرة تضطر وزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والإرشاد لإغلاق مساجد بعد ظهور اصابات بفيروس كورونا لبعض المصلين، يتضح أن الكثيرين لا زال يغيب عنهم الوعي الضروري في حماية أنفسهم أولا والآخرين ثانيا، لعدم تفشي المرض.
وإذا كانت الصلاة تعد ركنا أصيلا في شريعتنا السمحاء، فإن الحفاظ على صحة وأرواح الآخرين وإنقاذهم يعد مبدأ أصيلا في الدين الحنيف، الذي يركز على قاعدة (لا ضرر ولا ضرار)، ويجسد التراحم والتعاضد وتعزيز المحبة بين الجميع.
ومع أن اغلاق المساجد يعد عملا مؤقتا من أجل التعقيم ثم معاودة فتحها مجددا، إلا أن الدور الأكبر يقع على عاتق المصلين أنفسهم وأهالي الحي، في وقفة صادقة مع أنفسهم ومراجعتها، فلا يجب الاستهتار في بيوت الله، لتصبح آمنة لمن يقصدها، ومتاحة للركع السجود، حتى لا ينفر منها المصلون، بسبب تقاعس بعض المرضى ممن يصرون على الصلاة في المساجد وهم يحملون الضرر، دعونا نتجاوز الجائحة بارتفاع الوعي للدرجة القصوى.