قطاع السفر والسياحة .. قطاع لا يموت .. قطاع متمسك ومتعلق بالحياة .. مثله مثل البشر .. يمر بكبوات ويخبو بريقه مؤقتا .. ولكنه يتمحور وينهض ويعود من جديد .. مستمدا قوته من إرادة الحياة عند البشر.
وعندما نتحدث عن هذا القطاع .. فإنما نقصد السفر بالطائرات والقطارات والسيارات والمراكب البحرية العملاقة الخ …. ويعني ايضا قطاع ضيافة الفنادق والمطاعم واماكن الترفيه والتسلية .. والأماكن السياحية الطبيعية والتاريخية والمتاحف ودور السينما والاوبرا الخ ..
وبناءً على المعطيات والمؤشرات التي أمامنا .. فإن هذا القطاع لن يتعافى قبل عامين من الآن على أقل تقدير هذه نظرة واقعية وليست تشاؤمية .. ولكن تطور الأحداث وتداعيات تحور الفيروس إلي موجات أكثر شراسة مما عانيناه .. بالإضافة إلى صعوبة وصول اللقاحات بكميات كافية إلي جميع أنحاء العالم .. كل ذلك يؤكد ما ذهبت إليه.
ولكن ستكون الريادة في تعافي هذا القطاع .. هو تزاوج الإبداع وتطور التكنولوجيا .. وجرأة ملاك وقادة قطاعات السفر والسياحة والضيافة .. على اتخاذ خطوات استباقية لتغيير مفهوم التعاطي في تقديم الخدمات من خلال هذه القطاعات .. ومنها:
** الاستعانة بتكنولوجيا الروبوتات المتقدمة للتعقيم والتطهير التقني الذاتي في المساحات الضيقة والمفتوحة في المطارات وداخل الطائرات .. وتعقيم الحمامات ومناطق مناولة عفش الركاب وجميع الأجهزة والمعدات والممرات والكاونترات وأجهزة الكمبيوتر .. وكل ما تلمسه أيدي أو أجسام البشر أثناء مراحل السفر.
** تعزيز وتوظيف التكنولوجيا الرقمية والتطبيقات عن بعد لإنهاء جميع إجراءات السفر والأمن والجوازات قبل وصول الركاب الي المطارات ودخولهم الى الطائرات .. بحيث لا يضطر الراكب الى التعامل مع البشر او الموظفين في جميع مرافق المطار.
** العمل على توحيد نظم وإجراءات وشروط السفر وفق آليات موحدة إقليميا وعالميا .. بل هو المطلب الحرج في هذه المعادلة .. بحيث لا يشعر المسافر او السائح او رجل الأعمال بغربة النظم والاجراءات من بلد الى آخر.
** نفس تلك الإجراءات المذكورة أعلاه تنطبق على قطاعات الضيافة والسياحة كالفنادق والمطاعم ودور السينما والمسرح ..الخ. وهذه الأمور تتطلب من القائمين علي إدارة تلك القطاعات إيجاد خدمات تقنية متنقلة ومحمولة .. وعقد الاتفاقات ووضع بروتوكولات التعقيم والتطهير بواسطة أجهزة ومراكز صحية متخصصة في هذا الحقل .. وتأهيل الكوادر العاملة علي تطبيقها.
** يجب تطبيق هذه المعايير الصحية على جميع العاملين في هذه القطاعات بمنتهى الحزم والشدة ومنحهم شهادات صحية معترف بها من مراكز متخصصة لهذا الغرض.
** إطلاق الحملات التسويقية لجمهور المتعاملين بكل إجراءات الأمان والسلامة الصحية لبعث الثقة في نفوس العملاء بأنهم في مأمن من إنتقال العدوي اليهم نتيجة الاهمال والتهاون.
هذا .. وليس أمام قطاعات السفر والسياحة والضيافة إلا الإسراع في إعادة هيكلة طرق وأساليب العمل وايجاد البنى التحتية التكنولوجية المطلوبة لعودة الحياة لهذه القطاعات باسرع وقت وليس الإنتظار لحدوث معجزة غير متوقعة ..
وأخيرا .. تظل اللمسة الإنسانية هي العنصر الأساسي في تعاملات البشر.