المحليات

124 ألف سفير لمملكة الإنسانية في العالم

إعداد: عبدالله صقر

نشرت صحيفة البلاد في عددها الصادر بتاريخ 20 /11/ 1386 هجرية خبرا في صفحتها الأخيرة عنوانه “286 طالبا سعوديا يدرسون في مختلف الاختصاصات بألمانيا ” يتطرق فيه الى ان عدد الطلاب الدارسين في المانيا في حقول الدراسات الجامعية المختلفة من طب وهندسة وموانئ وجيولوجيا ومعادن وتكنلوجيا وزراعة واقتصاد ولغات بلغ 265 طالبا فيما يدرس نحوامن 35 طالبا دراسات دون الجامعية.


والآن وبعد ما يقارب 54 عاما وقف الأطباء السعوديون كتفا بكتف مع نظرائهم الالمان يكافحون فيروس كورونا ورفضوا ان يغادروا الميدان في رسالة إنسانية من المملكة تؤكد كما اكدت أثناء قيادتها لقمة العشرين على أهمية اتحاد العالم في مواجهة الجائحة التي لم تستثن دولة ولم تعترف بالحدود .. كل هذا بفضل برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي, وقد شهد البرنامج في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز تحولات شكّلت في مجملها انعكاساً لرؤية المملكة 2030 التي أطلقها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ، وذلك من خلال استحداث الابتعاث لتخصصات مواكبة للعصر الحالي، وربطه بالوظائف المطروحة في سوق العمل ورفع كفاءته، وتطوير تقنيات إدارته..

وبدأ البرنامج خطواته الأولى في الابتعاث عام 2005 م بنحو 5000 مبتعث ومبتعثة، ليصل الآن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى 79113 مبتعثاً يرافقهم 45115 من عدد أفراد أسرهم، بإجمالي 124228 مبتعثاً ومرافقاً.، من دون الدارسين على حسابهم الخاص.

كما استحدثت وزارة التعليم لبرنامج التحول الوطني العديد من المبادرات ومن ضمنها مبادرة تطوير برنامج الابتعاث الخارجي وتحسين كفاءته التشغيلية بميزانية قدرها 48 مليون ريال، وفق استراتيجية وطنية تتماشى مع “رؤية المملكة 2030″، ومن ضمن المبادرات الواعدة مسار التميز للابتعاث والذي يهدف إلى تحقيق متطلبات التنمية الشاملة وفق رؤية المملكة 2030؛ وذلك لرفع مستوى التأهيل العلمي للطلاب والطالبات من خلال ابتعاثهم إلى مؤسسات تعليمية عالمية متميزة بما يسهم في تنمية و صقل معارفهم و قدراتهم في المجالات والتخصصات المختلفة. يتميز المسار بوجود تخصصات جديدة و متنوعة تسهم في بناء اقتصاد مزدهر وتدعم قطاعات المملكة الواعدة كالسياحة و الإدارة السياحية و الفندقة و بناء تنافسية جاذبة للمملكة كإدارة الأعمال والاقتصاد والموارد البشرية.

كما تساهم في بناء مجتمع حيوي ورفع مستوى جودة الحياة كالرياضة والإدارة الرياضية وعلوم البيئة والإدارة البيئية، وبالإضافة إلى مسار “وظيفتك وبعثتك” طرأت على البرنامج بعد تحديثه عدة مسارات مختلفة، منها مسار نخبة الجامعات لمن يحصل على قبول مباشر لأفضل 20 جامعة دون الحاجة للانتظار. كما أن المسار الطبي لم يربط القبول عليه في موعد سنوي ثابت نظراً لأهميته، فالحصول على المقعد الطبي في الابتعاث أصبح مباشرا لمن يحضر القبول وفق المقاعد العالمية المتاحة في الطب. و هناك ايضا مسار المنح الدولية من خلال التنسيق مع وزارة الخارجية وسفارات بعض الدول الأجنبية.ويُعد برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، الذي شمل 35 دولة في العالم، بداية طفرة علمية غير مسبوقة في ابتعاث السعوديين للخارج لمواصلة دراساتهم الجامعية والعليا من أجل تلبية حاجات سوق العمل ومتطلبات التنمية الوطنية.

اهتمام خاص بالمبتعثين
اهتمت المملكة في دعم أبناء الوطن بوصفهم الثروة الحقيقية التي يعتمد عليها في بناء المستقبل المشرق للبلاد. مما يؤكد بعد النظر الذي تتمتع به القيادة الرشيدة، ففي 28 مارس 2018 م وافق خادم الحرمين الشريفين على ما رفعه سمو ولي العهد بشأن صرف مكافأة مالية بمبلغ ” ألفي دولار” لجميع الطلاب والطالبات المبتعثين في جميع دول العالم وكذلك الدارسين على حسابهم في الجامعات المعترف بها، دعماً لمسيرتهم التعليمية.
كما وافق خادم الحرمين الشريفين على إلحاق الطلاب والطالبات الدارسين حالياً على حسابهم الخاص في الجامعات في جميع دول العالم بالبعثة التعليمية.

ومنـذ تفشي جائحة كورونا في دول العالم أولى خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين اهتماما خاصا بصحة وسلامة الطلاب والطالبات المبتعثين والسعوديين عموماً خارج المملكة، ومتابعـة شـؤونهم وعائلاتهـم ومرافقيهـم, فقامت وزارة التعليم بإطــلاق الخدمة الإلكترونية للمواطنين بالخــارج الراغبيــن فــي العــودة (حضــن) وتسهيل عودة الراغبين منهم للمملكة.
كما أصدرت الوزارة قراراً يتضمن عدداً من الإجراءات الاستثنائية لمعالجة أوضاع المبتعثين ومرافقيهم، شمل ذلك استمرار صرف المخصصات المالية، والتأمين الطبي، وبدل العلاج للمبتعثين والمبتعثات ومرافقيهم، بما في ذلك الذين تم إيقاف الصرف عنهم، أو الذين انتهت بعثتهم وما زالوا في بلد الابتعاث، وكذلك عدم إيقاف الصرف على المبتعثين والمبتعثات ومرافقيهم أياً كان سبب الإيقاف، مع صرف مخصص مالي لمدة شهر مساوٍ لمكافأة المبتعث مع مرافقيه لمن غادروا سكنهم، ومَنْ تخرج وانتهت بعثته ولا يزال في بلد الابتعاث ولم يتمكن من العودة للمملكة، وللطلاب الذين تم إيقاف الصرف عنهم.

سفراء الإنسانية
تربط المملكة بألمانيا علاقات حيوية طويلة الأمد وفي مجالات شتى ومنها الإبتعاث ففي إحصائية 2019 م بلغ عددالطلاب السعوديين الدارسين في المانيا 1929 طالبا يتوزعون في مختلف الجامعات الألمانية.

وفي 08 إبريل 2020 م وعندما اشتد وباء كورونا كوفيد بألمانيا سارع أبناء الوطن الدارسين هناك في الحقل الطبي الى مشاركة أصحاب الأرض في محنتهم .. فشارك 650 طبيباً سعوديا في المستشفيات الألمانية مع زملائهم الألمان في مكافحة فيروس كورونا، وتقديم الرعاية الصحية للمرضى والمصابين في المستشفيات والعيادات، وذلك امتداداً لنهج المملكة الإنساني مع شعوب العالم.

وقد أوضح الملحق الثقافي بوزارة التعليم في ألمانيا الدكتور منير مطني العتيبي في حينه أن أبناء الوطن من طلاب وطالبات الطب في ألمانيا هم في الصفوف الأولى لتقديم واجبهم الإنساني، وخصوصا في هذه الأيام لمواجهة الفايروس المستجد، مشيراً إلى أنهم خير سفراء لمملكة الإنسانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *