تواصل المملكة وبإرادة لا تلين تكريس قيم النزاهة والشفافية وثقافتها، بمكافحتها الشاملة للفساد حفاظا على المال العام ومقدرات الوطن ، وصون مكتسبات التنمية المستدامة التي تشهدها كافة المناطق ، وخلال الأعوام القليلة الأخيرة كشفت هيئة الرقابة ومكافحة الفساد العديد من الجرائم المرتبطة بوقائع فساد ورشى واستغلال وظيفي وتحويلها إلى العدالة ، ترجمة للتوجيهات الكريمة والدعم اللامحدود من القيادة ، حفظها الله ، في التصدي لكافة أسباب ومظاهر الفساد وأنه لا حصانة لفاسد أيا كان موقعه.
وفي هذا السياق جاء إعلان الهيئة أمس عن محصلة جولاتها الرقابية خلال شهر جمادى الآخرة الحالي ، والتي بلغت 490 جولة رقابية 1442هـ، والتحقيق مع 411 متهمًا في قضايا جنائية وإدارية. وهكذا تخوض الجهات المختصة حربها ضد الفساد والفاسدين ، والتأكيد على أن المال العامة خط أحمر لا يجوز المساس به والتعدي عليه، وأن جرائم الفساد لا تسقط بالتقادم.
وفي ظل هذه النجاحات يظل على المجتمع مسؤولية أساسية لا تقل أهمية عن الجهود الكبيرة للأجهزة المختصة ، وذلك بالتعاون في كشف أية شبهات ومكامن فساد ، فمقدرات الوطن ومكتسباته أمانة ومسؤولية جماعية ، حفاظا على مسيرة الوطن وقوة اقتصاده الذي يشهد في هذا العهد الزاهر تطورات نوعية في كافة القطاعات.