أفردت رؤية 2030 أهمية خاصة للمجتمع الحيوي، حيث ورد فيها: “مجتمعنا الحيوي راسخ الجذور، متين البنيان، يستند إلى قيم الإسلام المعتدل والانتماء للوطن والاعتزاز بالثقافة الإسلامية والتراث السعودي، ويوفر في الوقت ذاته خيارات ترفيه عالمية المستوى، ونمط حياة مستداماً، وتكافلاً اجتماعياً، ونظاماً فعالاً للرعاية الصحية والاجتماعية”.
إن رؤية 2030 تستند إلى ثلاث ركائز أساسية هي المجتمع الحيوي والاقتصاد المزدهر والوطن الطموح لتتضافر أدوارها جميعاً لتحقيق أهداف مشاريع الرؤية الطموحة، فمن حيث المجتمع فالرؤية مصوبة كل غاياتها ومشاريعها تجاه رفاهيته، وافراد المجتمع هم المستهدفون من مشاريع الرؤية فهم الأهم في محاورها لبناء أساس متين للازدهار الاقتصادي وإقامة مجتمع يعيش أفراده وفق المبادئ الإسلامية ومنهج الاعتدال مع اعتزازهم بالهوية الوطنية وفخرهم بموروثهم الثقافي التليد في بيئة إيجابية سليمة تتوفر فيها كل عناصر جودة الحياة للمواطنين والمقيمين جنباً إلى جنب يسندهم في ذلك بنيان أسري راكز ومنظومة رعاية صحية واجتماعية راسخة.
إن المجتمع الحيوي المنشود لا يتأتى إلا من خلال توفر عدة قيم ومبادئ في أوساطه من أهمها الاعتداد بالهوية الوطنية والتراث وإعلاء الحس الوطني وسيادة وحب قيم العمل والتفاني والإخلاص وغيرها، بغية أن يصبح المجتمع قادراً على تسخير وتطويع كل الموارد المتاحة لديه لتطوير أفراده ليتحول إلى مجتمع منتج مكتفٍ من احتياجاته ومصدر للآخرين مصنوعاته، عوضاً عن تحوله إلى مجتمع تسود المعرفة المتجددة والعلم والتعليم كافة شؤون حياته، مع قدرته على التكيف ومجابهة كل المستجدات وإدارة الأزمات ومعالجتها بمهنية، والتواصل مع المجتمعات الأخرى للاستفادة والنفع وغيرها. وكل هذه القيم تضطلع بترسيخها مؤسسات التنشئة الاجتماعية سواء كانت أسرة أو مدرسة أو مسجداً أو نادياً أو مركزاً في كل أنحاء المملكة مستفيدة من وسائل الإعلام المختلفة وبتآزر كافة جهود المجتمع أفراداً ومؤسسات حتى تصبح هذه القيم والمبادئ راسخة في نفوس كافة أفراد المجتمع.
وللوصول إلى المجتمع الحيوي ينبغي أن يكون المجتمع خالياً من البطالة يحدو شبابه روح العمل والإبداع والتطلع نحو الإضافة والتجديد بعيداً عن الخمول وهدر الوقت، ومتسماً بتعليم متجدد وثقافة متجددة، وتبدأ عملية التحول إلى المجتمع الحيوي من المدارس ثم الجامعات والمساجد والجمعيات والنوادي بحيث يتم غرس الاعتزاز بالقيم الوطنية والتاريخ والثقافة، وفوق ذلك كله دور الأسرة القوية المترابطة التي من شأنها أن ترفد المجتمع بجيل واع ومثقف، وهنالك عدة وسائل معينة لهذا الهدف كالإعلانات في لوحات الشوارع ذات العبارات الهادفة والبرامج التي تهدف إلى تحفيز المواطن وتدفعه صوب التطوير والإضافة بهدف خلق مجتمع حيوي قادر على تحقيق كافة الغايات المنشودة في رؤية 2030.
باحثة وكاتبة سعودية
J_alnahari@