جدة – البلاد
أدمن الاغتيالات، والإجرام، والإرهاب، وحرق قلوب الكثير من الأمهات والآباء والأطفال، بقتل أفراد من عوائلهم- لا لشئ سوى أنهم فضحوا جرائمه التي يمارسها بحق الشعب اللبناني. فحزب الله، ذراع إيران ومنفذ أجندتها في لبنان، لا يكف عن ممارساته الإرهابية، إرضاءً للملالي، مدمرًا البلاد ومحولًا اقتصادها إلى خراب، ويريد أخيرًا إعادة سيناريو الاغتيالات، الذي طالما أرهق اللبنانيين وجعلهم غير آمنين في ديارهم.
ومقتل لقمان سليم في معقل الحزب الإرهابي، يدلل على أن الموالين لنظام الملالي يريدون إسكات كل من يفضحهم برصاص الغدر، بينما يرفض المجتمع الدولي الممارسات الإجرامية لحزب الله، معتبرًا أن اغتيال سليم فعل همجي وجريمة بشعة؛ إذ قالت السفيرة الأمريكية في لبنان، دوروثي شيا: إن “مقتل لقمان سليم اغتيال همجي. ونطالب بإجراء تحقيق سريع في هذه الجريمة وغيرها من عمليات القتل”، كما أدان وزير خارجية واشنطن أنتوني بلينكن الاغتيال، وقال: “ندين الاغتيال الشنيع للناشط اللبناني لقمان سليم”.
من جهتها، وصفت وزارة الخارجية الفرنسية، مقتل الناشط اللبناني المناهض لحزب الله لقمان سليم بأنه “جريمة بشعة”، مطالبة بتحقيق شفاف. وذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، أنييس فون دير مول أن “فرنسا تطالب بإثبات الحقائق بوضوح وبأن يسهم كل من يستطيع المساهمة في إثبات الحقيقة بكامل طاقته”، مضيفة: “تتوقع فرنسا بأن تسمح السلطات اللبنانية وكل المسؤولين اللبنانيين لنظام العدالة بالعمل بشكل فعال وشفاف دون تدخل”.
ولطالما انتقد لقمان سليم حزب الله وسلاحه، معتبراً أن أجنداته خارجية، تقدم مصلحة إيران على مصلحة لبنان، وما فتئ يعتبر أن الحزب يمارس سلطة القمع والرقابة على عقول مناصريه، ليتعرض لحملات تخوينية عدة من قبل موالي وأنصار “حزب الله” و”حركة أمل”، حتى إنهم دخلوا العام الماضي حديقة منزله، تاركين له رسالة تهديد، وملوحين برصاص وكاتم صوت، ما دفعه إلى إصدار بيان حمل فيه مسؤولية تعرضه لأي اعتداء إلى أمين عام حزب الله حسن نصرالله، وحركة أمل برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري. وفيما لا يزال الشارع اللبناني مصدومًا لمقتل سليم بـ5 رصاصات غادرة في جنوب لبنان، تستمر التحقيقات لمعرفة تفاصيل تلك الجريمة، التي وجه العديد من السياسيين والأحزاب في لبنان أصابع الاتهام فيها لـ”حزب الله”.
إلى ذلك، طالبت عائلة سليم بتشريح الجثة لكشف احتمال تعرضه للتعذيب قبل اغتياله، فيما أوضح قاض يتابع القضية أن الجثة بها أربع رصاصات في الرأس وواحدة في الظهر، بينما ذكر مصدر أمني أن هاتف سليم عُثر عليه على جانب طريق. وينتظر اللبنانيون ردع مرتكبي الجريمة ليكونوا عظة لغيرهم، ولا تتكرر مشاهد الاغتيالات المرعبة.