البلاد – مها العواودة
تدفع المملكة ما تملك مقابل صحة الإنسان.. تريد مجتمعا معافى، ذا سلوك حضاري، يتبع الإرشادات التي تقيه شر الوقوع في براثن “كورونا المستجد”، لذلك كلما ارتفع معدل الإصابات أخمدت الجهات المعنية شراراته بسيل من الإجراءات الاحترازية، للحفاظ على صحة المواطنين والمقيمين على أرض السعودية، فالكل سواسية في الوقاية، والحماية، والعلاج، لأجل القضاء على الفيروس الذي ضرب العالم بلا هوادة، ما جعل المملكة تقف له بالمرصاد منذ بدء انتشاره، مرورا بذروته، وحتى تحوره.
واتخذت المملكة الكثير من الإجراءات، التي من شأنها الحفاظ على صحة الجميع، آخرها تعليق دخول القادمين من 20 دولة، وإيقاف كافة المناسبات والحفلات، بما فيها حفلات الزواج واجتماعات الشركات وما في حكمها في قاعات الحفلات وصالات الأفراح المستقلة أو التابعة للفنادق، وكذلك في الاستراحات والمخيمات التي تستخدم لهذه الأغراض، وأن يكون ذلك لمدة 30 يوماً قابلة للتمديد، نظراً لما تشهده دول العالم من ظهور موجة تفشٍ ثانية لـ”كوفيد 19″، ما جعل من الأهمية بمكان فرض إجراءات جديدة للمحافظة على الصحة العامة ومنع ظهور موجة ثانية في المملكة، من بينها عدم السماح بالتجمعات البشرية لأكثر 20 شخصا، وإيقاف كافة الأنشطة والفعاليات السينمائية والترفيهية لمدة 10 أيام قابلة للتمديد، وتعليق تقديم خدمات الطلبات الداخلية في المطاعم والمقاهي وما في حكمها والاقتصار على تقديم الطلبات الخارجية، وغيرها من الاحترازات للحفاظ على صحة الإنسان.
ويرى مدير مركز المساعدية التخصصي بمستشفى الملك فهد بجدة الدكتور عبد الحفيظ خوجة، أن للمملكة تجربة رائدة في مكافحة كورونا، اتسمت بالتفاعل الإيجابي بين أفراد المجتمع، مشيرا إلى أن العالم أجمع أشاد بما قامت به المملكة من إجراءات مشددة وضعت من خلالها مصلحة الإنسان أولا. وأضاف “المواطن والمقيم وصلوا إلى وعي كبير بمخاطر الفيروس، لذلك ستكون الإجراءات الجديدة موضع التطبيق والتنفيذ لمنع الموجة الثانية للجائحة، وأتوقع انضباطا والتزاما أكثر استشعارا للمسؤولية الملقاة على عواتقنا بعد أن قامت الدولة بوضع الإجراءات المشددة لأجل مصلحة المجتمع”، منوها إلى أن اللقاح لن يمنع لوحده انتشار الفيروس، إنما يحتاج منا لتطبيق جدي للإجراءات المطلوبة.
التهاون في الفترة الماضية من البعض تسبب في ارتفاع نسبة الإصابات، وفقا لاستشاري طب الأسرة وأخصائي مكافحة العدوى الدكتور تركي كمال، لذلك جاءت الاحترازات الجديدة لتوقف تمدد الموجة الثانية، معتبرا أن الالتزام في الفترة الأولى ساهم في انحسار كورونا، لهذا لابد من تطبيق الإجراءات المفروضة حاليا لمزيد من التعافي. وأضاف “هناك دورس يجب الاستفادة منها. علينا النظر إلى الدول التي لم تهتم بالاحترازات وضربها الفيروس بلا هوادة”.
في السياق ذاته، أكد عضو المجلس البلدي بجدة حسن بن سلطان بصفر، أهمية مواصلة الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية الأخرى للحفاظ على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين، وتكثيف الحملات التوعوية المعنية بالبروتوكولات الوقائية خاصة في ظل المستجدات التي تشهدها بعض الدول والتي تتم متابعة تطوراتها بشكل مكثف من قبل وزارة الصحة بالمملكة للتصدي لفيروس كورونا.
إلى ذلك، علق استشاري الوبائيات بمنظمة الصحة العالمية الدكتور أمجد الخولي، على الإجراءات المتواصلة في المملكة للحد من انتشار فيروس كورونا، قائلا لـ”البلاد”: “نعلم أن المملكة حريصة كل الحرص على سلامة مواطنيها والمقيمين فيها، وتتخذ المبادرات المختلفة لتعزيز أنشطة مكافحة انتشار الجائحة من جهة، ولتحفيز أفراد المجتمع على المشاركة بأعلى درجات الجدية والالتزام من جهة أخرى. ونحن بدورنا ندعو كافة الأفراد والمجموعات لتبني المبادرات المجتمعية في هذا المجال لتعزيز التدابير الوقائية ونثمن مبادرات تعزيز التوعية الصحية وكل ما نؤكد عليه أن تقوم السلطات الصحية في كل بلد باتخاذ الإجراءات الملائمة على ضوء نتائج تقدير المخاطر وتحديد الفوائد من كل إجراء يتم اتخاذه؛ كي يؤتي النتائج المرجوة منه”.