شباب

أنامل ترمم البيوت القديمة

الدمام- حمود الزهراني

تؤكد المملكة العربية السعودية دوما أنها كانت وما زالت وستظل تؤمن بقوة الثقافة والتراث الثقافي لتحقيق التنمية المستدامة وبأهمية الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي ، ودعم الشباب وتكريس حب التراث في نفوسهم ، خصوصا وأن الثقافة تعد جزءاً أساسياً من رؤية 2030 التي تسير عليها المملكة ، كما أن هناك مبدعين من مجالات متنوعة فاز العديد منهم بجوائز عالمية، وتمت استضافة أعمالهم في محافل دولية مختلفة.

(البلاد) التقت اثنين من الشباب المبدعين في المنطقة الشرقية واللذين كشفا عن موهبتهما في ابداع الحرف التراثية وترميم البيوت القديمة بإستخدام خامات البيئة المحلية ، لافتين إلى أن الفن التراثي والابداع المعماري لايتوقف عند حد معين. وقال عباس عبد الغني وزميله الفنان حبيب سليس أنهما منذ الصغر يعشقان الاعمال التراثية ووجدا في بيئة جزيرة تاروت الخامات التي دعمتهما لتنفيذ برامجهما التراثية.

في البداية أوضح الفنان عباس عبد الغني أنه منذ الصغر عشق النحت والديكور والاعمال الحرفية التراثية ، لافتا إلى أنه شارك في العديد من الفعاليات في الخبر.


واضاف أنه يهوى بناء البيوت التقليدية والنحت على الحجر والخشب، كما أنه يستخدم جذوع النخل في النحت بأشكال مختلفة ورائعة ، خصوصا وإنه يركز على التراث ويختار اعماله بعناية فائقة ، لافتا إلى أن لديه طموحات كبيرة لتنفيذ مبنى خاص للحرفيين في جزيرة تاروت.

وفي سؤال إذا كان احد افراد أسرته يهوى الاعمال التراثية قال: ورثت الأشغال الحرفية التراثية من والدي واخوتي ايضا مبدعون في الاعمال التراثية الحرفية من خامات البيئة المحلية وهم يعشقون النحت في جذوع أشجار النخيل.
واستطرد أن لديه اعمالا تراثية هو وزميله الفنان عباس سليس كما أنه شاركني في ترميم الكثير من المباني التراثية في جزيرة تاروت وفي خارج الجزيرة واتمنى من الشباب المبدعين في كافة مناطق المملكة استخدام مواهبهم لإفادة المجتمع والحفاظ على المعالم التراثية.


وفيما يتعلق بفكرة النحت على جذوع اشجار النخيل والسعف قال: تعلمت هذه الحرفة من والدي واتمنى ان اواصل مثل هذه الاعمال التراثية واكتساب المزيد من الخبرة في هذا المجال، وأضاف أن المملكة بها الكثير من المواقع التراثية وأن على الشباب الاستفادة من هذا المخزون من أجل تفعيل مواهبهم.

وحول ما اذا كان قد شارك في مهرجانات تراثية في المنطقة الشرقية قال: بودي المشاركة في المهرجانات التراثية التي تقام في الساحل الشرق خصوصا وإنني امتلك موهبة ترميم البيوت القديمة والنوافذ والابواب المزخرفة التي تنتمي إلى البيئة المحلية كما انه لدي موهبة في النحت على الحجر الصابوني الذي يتم إستخراجه من البحر .


وفي سؤال عن التنافس بين مبدعي التراث قال: التنافس يفيد في اطلاق الطاقات الإبداعية وهناك تنافس كبير بين الفنانين في المطلق من اجل ابراز مواهبهم وعطاءاتهم الفنية في المجالات كافة .

وفي السياق نفسه أوضح الفنان حبيب سليس أنه يهوى النحت وعمل الديكور منذ 18 عاما وسبق وأن نفذ الكثير من الاعمال التراثية في الجبيل والخبر والرياض والدمام والأحساء . وأضاف انه وزميله الفنان عباس عبد الغني قاما بترميم متحف دارين وبناء قهوة تاروت بتكليف من هيئة السياحة والتراث الوطني، لافتا إلى أنه كان للإبداع قصة جميلة وانه يهوى المناطق التاريخية والتراثية حيث سبق وان عرض اعماله في سوق القيصرية واحد المجمعات التجارية في مدينة الخبر فضلا عن العرض في مشروع وسط العوامية إلى جانب مشاركته في مهرجان الساحل الشرقي بالدمام.

وعن أسباب اختياره للتراث والنحت على الديكور قال: اخترت هواية التراث والنحث والديكور المعماري رغبة مني في الحفاظ على تراثنا الوطني الجميل الذي يعني لنا الشيء الكثير ومنها إبراز الثقافة والمحافظة على العادات والتقاليد. واستطرد أنه مثل زميله الفنان عباس عبدالغني يهوى النحت على جذوع النخيل وبناء وعمل أسقف للبيوت التراثية بسعف النخيل وذلك لعكس التراث الوطني ونتمنى المشاركة في المحافل الدولية لعرض ما لدينا من اعمال تراثية. واضاف الفنان حبيب أن طموحاته تتمثل في الحفاظ على التراث والعادات والتقاليد واحرص على ان اصل إلى ما اطمح به من اعمال تراثية ومعمارية في المستقبل.

وتابع بقوله: شاركت في الكثير من الاعمال التطوعية وترميم المنازل التراثية. وعن ابرز المشاركات التراثية خلال مشواره الفني قال: لدى أعمال تراثية كثيرة وسبق وأن قمت بترميم منازل قديمة بجزيرة تاروت. وفيما يتعلق بآليات العمل العمل بسعف النخيل قال: الفكره تتمثل في إعادة البناء بالنمط الذي كان سائدا في الماضي بالمنطقة خصوصا وانها غنية بالزراعة حيث يتوفر السعف وجدوع النخيل وهي من المواد الطبيعية لذا فإنني استغل هذه الخامات الطبيعية لإنتاج أشكال إبداعية، لافتا إلى أنه يدعو الشباب الموهوبين إلى ابراز مواهبهم في النحت والمعمار. واختتم حديثه أنه وزميله عباس عبد الغني على استعداد للمشاركة في تأهيل وترميم البيوت القديمة في مختلف مناطق المملكة واعادتها إلى ما كانت عليه في السنين الخوالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *