أكد معالي وزير التعليم د.حمد بن محمد آل الشيخ أن دعم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – لقطاع التعليم أثمر عن تحقيق منجزات نوعية خلال جائحة كورونا، ومن ذلك ارتفاع مؤشرات الأبحاث العلمية وبراءات الاختراع والابتكار ، حيث حققت المملكة نجاحات متميزة على المستويين الإقليمي والدولي، إضافة إلى تقدّم ترتيب الجامعات السعودية وفقًا للتصنيفات الدولية المعنية بالبحث العلمي.
جاء ذلك خلال حديث معاليه اليوم ضمن الجلسة الوزارية في الملتقى العلمي العشرين لأبحاث الحج والعمرة والزيارة الذي تنظمه جامعة أم القرى -افتراضياً- برعاية من مقام خادم الحرمين الشريفين، وذلك ضمن محور: (قصة نجاح المملكة في البحث العلمي المتعلق بجائحة بفيروس كورونا COVID -19)، بمشاركة معالي وزير الحج والعمرة د.محمد صالح بن طاهر بنتن، ومعالي وزير الصحة د.توفيق الربيعة، ومعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ د.عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، ويديرها رئيس جامعة أم القرى د.معدي بن محمد آل مذهب.
وقال وزير التعليم: “إن أولويات البحث العلمي خلال جائحة كورونا تتمثّل في وضع الدراسات لإنشاء مركز وطني للتصدي للأوبئة، وتنسيق جهود الباحثين في الجامعات السعودية، وبناء جسور التواصل والتعاون بين الجامعات السعودية والجهات ذات العلاقة، لتسهيل أعمال الباحثين، وكذلك إنشاء منصة وطنية تجمع جهود الباحثين في جميع الجامعات السعوديّة، ويُوضع لها لوحة تحكم مركزية لتسهيل تبادل الأفكار، وبناء الفرق البحثية، واستثمار البنى التحتية في الجامعات السعوديّة”، مشيراً إلى بناء فرق وطنيّة (طارئة) وفق مواصفات معتمدة لتنسيق جميع الجهود البحثية في حال وقوع الكوارث الوبائية، ويكون لهذه الفرق مجلس استشاري، واستحداث لجنة وطنيّة (تقنية) ترتبط بالمركز الوطني لإيجاد آليات اعتماد للمنتجات البحثية، وكل ما يستلزم من عمليات تحكيم أو تقييم، وكذلك استحداث مسارات دعم عاجلة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة مثل وزارة المالية، لتقديم دعم سريع يتوافق مع طبيعة الأبحاث الوقائيّة والاحترازيّة في مجال الأوبئة، موضحاً معاليه أن الوزارة كثّفت من جهودهــا البحثيــة في مجــال الأدوات التشخيصية والعلاجية عبر عدد من الجامعات والمراكز البحثية التابعـة لهـا لمواجهـة فيـروس كورونـا المسـتجد كوفيـد-19، بمـا يتكامــل مــع الجهــود العالميــة لتطويــر لقــاح وعــلاج للفيروس.
واستشهد د.آل الشيخ بعدد من الفعاليات التي نظمتها وزارة التعليــم لتعزيز التواصل الداعم للبحث والابتكار المرتبطين بفيروس كورونا المستجد، ومنها لقاءات تشاورية مع رؤساء الجامعات، وملتقى التكامل المعرفي، و منصة استشرافية لمناقشة تداعيات جائحة كورونا تضمّنت: (9 محاور) و(50 متحدثًا) و(40 باحثًا) و(20 توصية) و(16 مبادرة)، وكذلك مجتمعاً للدراسات السريرية لتجربة علاج كوفيد-19، كما أنشأت وزارة التعليم ممثلةً بمركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبّية/ جامعة الملك سعود مجتمع الدراسات السريرية لتجربة علاج كوفيد-19، والذي يهدف إلى دعم الأبحاث السريرية، والربط بين المتخصصين والمهتمين وزيادة عدد الدراسات السريرية المرتبطة بالفيروس.
وأوضح وزير التعليم أن الجامعات حرصت على تشكيل اللجان العلميّة الهادفة إلى الإسهام في إجراء البحوث والدراسات المتعلّقة بفيروس كورونا كوفيد-19، وتحديد العناصر الأساسية التي يفترض أن تبنى عليها المشاريع البحثية، ويتم على أساسها تكوين الفرق الوطنية ومجموعات التركيز البحثية للتصدي للجائحة الحالية، وأي وباء مستقبلي، وفقًا لمنهجية علمية معتمدة لدى منظمة الصحة العالمية، والمراكز العلمية المتخصصة بالأوبئة والتفشيات، كما نفذت ورش عمل علمية بالتعاون مع الجامعات والجهات ذات العلاقة.
وتناول وزير التعليم الكثير من الإجراءات الفاعلة التي قامت بها الوزارة في وقت قياسي وقصير، ومنها: تقديم دعم مالي سخي لتحفيز البحث العلمي في المجالات ذات الصلة بالفيروس للوصول لجملة من الأهداف، منها إنشاء تجمعات بنّاءة تثري المحتوى البحثي، ودعم دور الجامعات لتطوير الأدوات التشخيصية والوسائل العلاجية لمواجهة كوروناـ وتسريع إنجاز الجامعات لمشاريعها البحثية، وصولاً لإبراز جهود المملكة لمواجهة الجائحة، وتمكين ودعم منظومة البحث العلمي الجامعية لتركيز جهودها في المجالات المرتبطة بالفيروس، مؤكداً أن تلك الجهود الوطنية المتضافرة أثمرت عن قصص نجاحٍ لافتةٍ، وضعت الوطن على خارطة الإنجاز البحثيّ العالمية، وشكّلت تجسيدًا حقيقيًا للدعم الكبير الذي تحظى به جامعاتنا من لدنُّ القيادة الرشيدة -حفظها الله- التي تؤمن بدور البحث العلمي والابتكارِ وأهميتهما في تحقيق تطلعات وطننا وبلوغ رؤيته الطموحة.
واستعرض معاليه عدداً من تلك الإنجازات مثل: نجاح أحد الفرق البحثية المدعومة من الوزارة في التوصّل للقاح لفيروس كورونا في جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، وبلوغ عددُ الأبحاث المتعلّقة بفيروس كورونا التي أُنتجت في المملكة أكثر من (935) بحثًا علميًا تشكّل الجامعات ما نسبته (84٪) من إجمالي البحوث المنشورة في أكثر من (100) مجلة علمية محكمة، ومثّلت ما نسبته 1.8% من مجمل الإنتاج العالمي حول الفيروس. وكذلك وصول المملكة للمرتبة الأولى عربياً و(14) عالمياً، والمرتبة (12) على مستوى دول العشرين.