البلاد – مها العواودة
أكد مستشار رئيس الحكومة اللبنانية السابق الدكتور عبدالرزاق القرحاني، أن التخطيط لـ”شيطنة طرابلس” مستمر في كل العهود، وبأشكال مختلفة، من إهمال وتهميش واستغلال موارد، ما جعل المدينة تواجه العديد من الأزمات الانمائية والاقتصادية والمعيشية أفضت إلى ارتفاع نسب الفقر والبطالة.
وقال لـ”البلاد”، إن هذا الواقع أغرى كثيرا من التيارات السياسية الذين يدأبون على استخدام المدينة كصندوق بريد لتوجيه الرسائل السياسية تارة والأمنية تارة أخرى، خصوصا أن طرابلس بعيدة عن مركز القرار بيروت، وبالتالي فإن التوترات فيها لا تنعكس بشكل مباشر على البلد ككل، وإنما تبقى محصورة في بقعة محددة يمكن السيطرة عليها في أي وقت.
ولفت إلى أن حالة الغضب في طرابلس تترافق مع صراع سياسي بلغ ذروته في البلاد على تشكيل الحكومة وتفسير الدستور، وبفعل الشروط والشروط المضادة بين رئيس الجمهورية وتياره السياسي، والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، مؤكداً أن انسداد الأفق السياسي يدفع كثيرين إلى استخدام الشارع لتوجيه الرسائل وممارسة الضغط لتحقيق مكاسب سياسية أو انتزاع تنازلات معينة، فكانت طرابلس التي يتحرك شارعها احتجاجا على الأوضاع المعيشية ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات السياسية من خلال القيام بأعمال الشغب، واستهداف سراي المدينة، وإحراق مبنى البلدية والمحكمة الشرعية، والاعتداء على جامعة العزم، ما يؤكد دخول مندسين مجهزين بالمفرقعات النارية وأنوار الليزر، وبالقنابل اليدوية للإساءة إلى مطالب الفقراء التي تحولت إلى مطية لتصفية الحسابات.
وأشار القرحاني، إلى أن احتجاجات طرابلس لن تبقى فيها أو تقتصر عليها بالرغم من محاولات استهدافها وستتحول إلى كرة ثلج تتدحرج وتكبر على كل المساحة اللبنانية في ظل انسداد الأفق السياسي وتمترس لبنان في النفق المظلم، والانهيار الاقتصادي الخطير، لافتاً إلى أن تشكيل الحكومة بات أمرا بالغ الضرورة وبشكل فوري. وأضاف “إن لم تبدأ مسيرة الإنقاذ، سيكون لبنان عرضة للانهيار الكامل المترافق مع الفوضى الشاملة التي قد توصل إلى توترات أمنية لا يحمد عقباها، لذلك فإن السلطة تقف أمام مفترق طرق، فإما تشكيل حكومة وإما الانزلاق نحو المجهول”.