جدة ـ ياسر بن يوسف
بحزمة من النتائج الاقتصادية الجوهرية اختتم منتدى مبادرة الاستثمار فعاليات نسخته الرابعة في الرياض ، معززا أهميته كمنصة عالمية اكتسبت زخما استثنائيا بمشاركة 140 متحدثاً بارزاً بينهم وزراء وصناع سياسية ومستثمرون دوليون.
وأكد اقتصاديون على أن المنتدى أظهر حجم الشراكة الفعالة التي تحققها المملكة مع دول العالم وخصوصاً مجموعة العشرين في رسم معالم الاقتصاد العالمي ما بعد جائحة كورونا ، والمستقبل الواعد للاقتصاد السعودي الذي أشار إليه سمو ولي العهد بفرص استثمارات تريليونية غير مسبوقة لمشروعات ضخمة بمختلف القطاعات.
وقال الخبير الاقتصادي سهيل بكر الطيار إن منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار حقق نجاحاً باهراً في دورته الحالية، واستحق أن يطلق عليه عالميا “دافوس الصحراء” لأهمية وحجم الصفقات التي تتم خلاله، وعدد المشاركين الذين تجاوزا 140 خبيراً ومتحدثاً، مؤكداً أن المنتدى ولد قويا ومؤثراً ولافتاً منذ دورته الأولى، وقد تحولت المبادرة إلى منصة عالمية تجمع المستثمرين ومسؤولي الشركات الكبرى والمفكرين والاقتصاديين من خلاله للتفكر في مستقبل الاستثمار، وعقد الشراكات الاستراتيجية وتحقيق أهداف المنتدى المنصبة نحو التنمية الشاملة، وتوجيه الاستثمارات التي تشكل ملامح الاستثمار العالمي، إضافة إلى استكشاف الفرص الاستثمارية الكبرى.
وأضاف أن كلمة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حققت صدى واسعا على الصعيد المحلي والعالمي، حيث أكد سموه أن الاقتصادات العالمية ليست قائمة علـى الـدول بل هـي قائمة على المدن وأن 85 % من اقتصاد العالم يأتي من المدن، وأن مدينة الرياض تشكل ما يقارب 50 % من الاقتصاد غير الـنفطي في المملكة، وأنه سيتم التركيز على رفع الخدمات وتحسين جودة الحياة واستغلال الفرص السياحية والثروات الطبيعية وغيرها من الفرص، وأن هناك خططا لإنشاء محميات ضخمة حول مدينة الرياض لتحسين الوضع البيئي للمدينة، إضافة إلى مشاريع بيئية في المملكة سيعلن عنها لاحقا.
نتائج كبيرة
ورصد عضو مجلس ادارة غرفة الرياض سابقا بندر الحميضي نتائج مهمة لمنتدى مبادرة الاستثمار الذي جرى حضوريا في الرياض وافتراضيا في عدد من المدن العالمية ، أهمها تعزيز مكانة العاصمة الرياض ومستقبلها ضمن قائمة أكبر 10 مدن اقتصادية في العالم، والكشف عن اقامة مشاريع بيئية في المملكة سيعلن عنها في المملكة لاحقاً وسيكون لها صدى واسع.
ومن النتائج المهمة التي خرج بها المنتدى اعلان سمو وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان عن مشروعات ضخمة في المملكة، والتأكيد على أنه سيجري تحويله بنسبة 50 % إلى استخدام الغاز، كذلك ماحققه مؤتمر مبادرة الاستثمار من شراكات لافتة بين المملكة ودول العالم، وخصوصاً أعضاء دول العشرين ومنظمة أوبك، والتوصل إلى نهج شامل للتخفيف من أثار جائحة كورونا.
معطيات تفاؤلية
من جهته أكد الخبير الاقتصادي الدكتور عبدالله سعد الاحمري أن منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار أسفر عن معطيات تفاؤلية بمستقبل الاقتصاد العالمي، مشدداً على أهمية اعتماد التغيرات الجديدة التي يفرضها واقع ما بعد جائحة «كورونا المستجد» والتركيز على الاستراتيجيات المتوازنة في الاستثمار وتبني قطاعات المستقبل واعتماد الأصول الخضراء ومبادئ الاستدامة للعبور إلى نمو اقتصادي ونهضة منتظرة، ما بعد الجائحة.
وأكد أن جلسات المنتدى برهنت على أن جائحة كورونا غيّرت مفهوم الاقتصاد في أنحاء العالم الذي يشهد فرصةً هائلةً وعهداً لنهضة اقتصادية جديدة، كما أظهرت فرصاً استثمارية في مختلف القطاعات التكنولوجية، وفقا لما ذكره محافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار.
وشدد الأحمري على أن مبادرة منتدى الاستثمار شددت على أن رؤية 2030 واستراتيجية صندوق الاستثمارات العامة للأعوام الخمسة القادمة، تعد مرتكزا رئيسيا في تحقيق طموحات المملـكة نحو النمو الاقتصادي، ورفع جودة الحياة، وتحقيق مفهوم التنمية الشاملة والمستدامة في مختلف الـقطاعات التقليدية والحديثة، لاستكمال ما حققه من إنجازات استثمارية واقتصادية ضخمة، مكنته من الوصول إلـى مستهدفات مهمة، ووضعه في مكانة بارزة على خارطة التأثير العالمي من أجل مستقبل أفضل.