جدة- البلاد
استطاعت المملكة بقيادتها الحكيمة ورؤيتها الطموحة وترابط نسيجها المجتمعي، مواجهة كافة أشكال التحديات وعلى مدى مسيرتها المباركة عملت على تقوية اللحمة الوطنية من خلال سياسة رشيدة من ضمن ثمراتها إطلاق حوار وطني لجميع فئات المجتمع، وسط حراك اجتماعي وثقافي ونهضة علمية غير مسبوقة وفي ظل التطورات والمتغيرات التي شهدتها الساحة السياسية العربية والعالمية، فكان من نتاج ذلك تأسيس مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني.
وقد ثق المركز علاقته مع الجهات التعليمية والفكرية في المملكة عبر اتفاقيات الشراكة والتعاون والتي أثمرت عن العديد من البرامج في إطار الجهود التي يبذلها لنشر مفاهيم الوسطية والاعتدال والتعريف به بين جميع أطياف وشرائح المجتمع عموماً، وبين طلاب الجامعات خصوصاً .
سفراء الوسطية
ويهدف برنامج سفراء الوسطية الذي تنفذه أكاديمية الحوار للتدريب بالمركز وجامعة طيبة إلى تدريب طلاب الجامعات والكليات على الوسطية ونشر مفهوم الاعتدال بينهم، وتزويدهم بالمهارات اللازمة التي ستمكنهم من تقويم ونقد الأفكار وتفنيدها، وتعميق لغة الحوار والتفاهم لمعالجة المشكلات الفكرية، حتى يكونوا سفراء ودعاة اعتدال.
وقد شارك المركز مع الجامعة في تنظيم النسخة الخامسة من البرنامج، الذي انطلقت فعالياته الثلاثاء الماضي بالمدينة المنورة وعلى مدار ثلاثة أيام تحت شعار “فكر”، بمشاركة طلاب وطالبات من 40 جامعة وكلية في المملكة .
مواجهة التحديات
واستطاع المركز منذ انطلاقة أعماله أن يشرك أغلب فئات المجتمع في الحوار الوطني، وأغلب المؤسسات الوطنية والتعليمية الفاعلة، ومؤسسات المجتمع المدني، وشهدت اللقاءات الوطنية عدة تحولات خلال الأعوام الماضية كان لها الأثر الأكبر في أداء المركز، وانطلاق أعماله في آفاق أوسع.
وانتهج المركز مبدأ ترسيخ ثقافة الحوار وتقبل رأي الطرف الآخر كأحد الأهداف الرئيسية والإستراتيجية له، بما يُكسب الاختلاف جانباً إيجابياً، من خلال التعرف على الرأي والرأي الآخر، ومن خلال تعزيز قنوات التواصل والحوار الفكري وتطويرها بين أفراد المجتمع، لتوثيق عرى الوحدة الوطنية، كما نظم ملتقى حوارات المملكة فيما أقر مجلس أمنائه إطلاق جائزة الحوار الوطني ضمن مبادرات خطته الاستراتيجية.
تعزيز قيم التعايش والتلاحم ويعد المركز مؤسسة وطنية تهدف إلى تعزيز قيم التعايش والتلاحم الوطني من خلال الحوار، ويسعى إلى توفير البيئة الملائمة الداعمة للحوار الوطني بين أفراد المجتمع وفئاته بما يحقق المصلحة العامة ويحافظ على الوحدة الوطنية المبنية على العقيدة الإسلامية، وذلك من خلال تكريس الوحدة الوطنية في إطار العقيدة الإسلامية وتعميقها عن طريق الحوار الفكري الهادف و الإسهام في صياغة الخطاب الإسلامي الصحيح المبني على الوسطية والاعتدال داخل المملكة وخارجها من خلال الحوار البناء ومعالجة القضايا الوطنية وطرحها من خلال قنوات الحوار الفكري وآلياته وترسيخ مفهوم الحوار وسلوكياته في المجتمع ليصبح أسلوبًا للحياة ومنهجاً للتعامل مع مختلف القضايا وتوسيع المشاركة لأفراد المجتمع وفئاته في الحوار الوطني وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني بما يحقق العدل والمساواة وحرية التعبير في إطار الشريعة الإسلامية و فعيل الحوار الوطني بالتنسيق مع المؤسسات ذات العلاقة وتعزيز قنوات الاتصال والحوار الفكري مع المؤسسات والأفراد في الخارج وبلورة رؤى إستراتيجية للحوار الوطني وضمان تفعيل مخرجاته.