البلاد – خاص
انتابت إيران حالة صدمة بعد تصريحات الإدارة الأمريكية الجديدة بشأن عدم العودة للاتفاق النووي، خصوصا وأن أوهام الملالي كانت تصور لهم أن تغيرًا دراماتيكيا سيحدث بمجرد تسلم بايدن السلطة، على الرغم من مواصلتهم للانتهاكات النووية والممارسات العدائية في المنطقة.
وبدا الرعب الإيراني في وصف مستشار الرئيس حسن روحاني، وصف حسام الدين آشنا، أمس (الخميس)، لتصريحات وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، حول الاتفاق النووي بأنها “استمرار لإرث ترمب”، ما يظهر مدى الهلع الذي يعانيه نظام الملالي من عقوبات أمريكية إضافية، حيث زعم نائب السكرتير الصحافي للبعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة علي رضا ميريوسفي، وفقا لمجلة “نيوزويك”، أن الإدارة الأمريكية الجديدة، مثل السابقة انتهكت التزاماتها، وذلك عقب قول وزير الخارجية الأمريكي إن “الولايات المتحدة لن تعود إلى الاتفاق النووي حتى تفي إيران بالتزاماتها”.
وكان وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، طلب من جو بايدن، في مقال نشر في “فورين آفيرز” قبل أسبوع، رفع العقوبات التي فرضتها إدارة واشنطن السابقة على طهران، دون تغيير الشروط التي تم التوصل إليها عبر مفاوضات متأنية، غير أن الإدارة الأمريكية الجديدة ردت عليه بعدم العودة للاتفاق النووي، وربما تفرض عقوبات جديدة على طهران. وفي مؤشر على أن إيران تعوم على بحر من الفساد، وضعت منظمة الشفافية الدولية إيران في “المرتبة الحمراء” للأكثر فسادا عام 2020.
وصنفت المنظمة الدولية غير الحكومية المعنية بمحاربة الفساد والتوعية به، في أحدث تقرير لها عن مؤشر الفساد في الدول سنويًا لعام 2020، إيران في المرتبة 149 من أصل 180 دولة. وتتناول المنظمة معايير مثل الاختلاس والرشوة وشراء وبيع المناصب الحكومية ورشوة القضاء وفساد السياسيين والمسؤولين الحكوميين، والقصور أو عدم الكفاءة في مكافحة المخدرات، وفي هذا الصدد قال تقرير المنظمة: “إن إيران لم تحرز أي تقدم خلال عقد من الزمان”.
وفي سياق ذي صلة، نقلت شبكة “جلوبال نيوز كندا” عن نشطاء في حقوق الإنسان وخبراء مكافحة غسيل الأموال، قولهم إنه منذ تصعيد العقوبات على إيران في عام 2010، تحولت مدينة تورنتو لأحد مراكز غسيل الأموال لمؤيدي النظام الإيراني، ولم تتخذ الحكومة الكندية، وفق الشبكة، أي إجراء لمواجهة “النمو الهائل” للشبكات السرية لتحويل العملات. ونقل التقرير، عن مصادر مطلعة في مكافحة غسيل الأموال، قولهم إن “مكاتب الصيرفة في تورونتو تساعد النظام الإيراني في الالتفاف على العقوبات”.
وفي أكتوبر الماضي، حذرت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، في تقرير لها، من تنامي نفوذ النظام الإيراني في كندا، قائلة إن هذه البلاد أصبحت مركزًا رئيسيًا لمؤيدي النظام الإيراني وأنهم أخرجوا مليارات الدولارات من إيران، عبر غسيل الأموال، واستثمروها في الاقتصاد الكندي.