حين كنا صغاراً ، تعلمنا شيئاً عن كل شيء ، بأسلوب سلس ولغة مفهومة ، بالصور تارة وعن طريق التجارب في المختبرات والمعامل تارة أخرى .. ولم يكن هناك شك في معلومة ولا خشية من انحراف .. أما في عصرنا الراهن، وبعد تدفق المعلومات وانتشارها كالنار في الهشيم على مواقع الشبكة العنكبوتية ، صار بإمكان أي طفل وبكل سهولة أن يستقبل كل ما هو غث وسمين ، ولهذا بات من الضروري أن نشارك أطفالنا شغفهم بالاطلاع على هذا الغزو الجديد ، وندلهم على النافع منه في حياتهم العملية والمفيد لهم في مسيرتهم الدراسية. وحيث أصبحت الأجهزة الذكية متاحة، بات من البديهي أن يكون لها ضوابط من قبل الآباء والمربين وصار لزاما على هؤلاء أن يختاروا الأفضل منها لأطفالهم من حيث الشكل والمضمون، وخاصة تلك التي يجدون فيها متعة للتسلية والترفيه.
هناك أسماء لبعض البرامج التي تُحمَلُ على الألواح الذكية وتمتاز بالجودة في تثقيف الأطفال وتوسعة مداركهم، من بينها: برنامج حديقة الحروف وبرنامج ABC Kids Tracing & Phonics وهي تطبيقات تعلم الأطفال الحروف الأبجدية المدعومة بالصور والأصوات ؛
برنامج العبقري الصغير الذي يقوي مهارة الأطفال في العمليات الحسابية ؛ برنامج Brainpop الذي يتقاطع محتواه مع المناهج التعليمية ويفيد الطالب ويدعم المعلم ؛ برنامج Mussila music school وهو تطبيق لتعلم العزف على الآلات الموسيقية ؛ برنامج pixton edu الذي يعتبر منصة تفاعلية تمكن الطفل من استكشاف مواضيع في الرياضيات والعلوم والتاريخ واللغة والفن ؛ تطبيق Jeel المقدم باللغة العربية الفصحى ويحتوي على قصص لأبطال ومسلسلات ومغامرات وأناشيد وأحجيات تُسرد في إطار تربوي يراعي القيم والثوابت .
حالياً، وحيث أصبح التركيز على التعلم عن بعد كحل لمشاكل البيئة والجغرافيا، ومع التحديث المستمر للتقنية ووسائل التعليم، فقد تكون هناك فرصة ذهبية لأطفالنا لأن يعبروا عن أنفسهم ويستخدموا أصواتهم عبر شبكة الانترنت ويشاطروا الآخرين آرائهم، فتنمو على أثرها قدراتهم وتثقل مواهبهم.
ومن جانب آخر فقد يواجه الآباء بعض المصاعب والتحديات نتيجة للتنمر الالكتروني والتضليل الفكري الذي يحدث لأطفالهم من قبل الهاكرز وأصحاب السلوك السيء، أو نتيجة لحالة البدانة التي يصاب بها أطفالهم بسبب المكوث الطويل أمام الحاسوب ، الأمر الذي يستدعي منهم عملاً جاداً وحواراً فعالاً مع صغارهم ليصبحوا أكثر ثقة بأنفسهم وأقدر على البوح بمشاعرهم وأكثر تنظيماً في إدارة أوقاتهم سواء داخل أسوار عالمهم الافتراضي أم خارجه.