الرياض- عادل بابكير
تدشن المملكة مرحلة جديدة للتنمية المستدامة عبر الاستراتيجية الطموحة للاستثمار التي أعلنها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وما تضمه الخارطة فرصا كبرى تصل قيمتها إلى 6 تريليونات دولار خلال السنوات العشر القادمة، منها 3 تريليونات دولار استثمارات في مشاريع جديدة، في إطار ما توفره رؤية 2030 من مرتكزات ومقومات قوية لإطلاق قدرات المملكة غير المستغلة وتأسيس قطاعات نمو جديدة وواعدة. وفي هذا السياق كشف محافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان أن الصندوق سيستثمر تريليون ريال في السنوات الـ 5 المقبلة في مشاريع جديدة ، مضيفا بأن تمويل الاستثمارات الجديدة من أموال الصندوق والأصول الممنوحة من الحكومة إذ سيصل الإنفاق في المشاريع الجديدة سيصل إلى 250 مليار ريال سنويا ، والاعتماد على الأرباح التي تولدها الشركا الحالية للصندوق لتمويل المشاريع المقبلة.
وأكد في المؤتمر الدوري للتواصل الحكومي أمس بشأن الإستراتيجية الجديدة أن صندوق الاستثمارات العامة من بين أسرع الصناديق السيادية نموا وأنه أصبح ركيزة أساسية لاستدامة الاقتصاد السعودي.
وفي إجابة على سؤال لـ “البلاد” عن المشروعات التي سيتم التركيز عليها وجدواها للمواطن ، أكد محافظ الصندوق ، أنها مشروعات هادفة اقتصاديا وستوفر وظائف وخدمات جديدة للمواطن وأسلوب حياة افضل، مثال شركة ترفيه وشركة سينما وشركة إعادة تدوير، ومع المزيد من الاستثمارات الكبيرة ستتحقق عوائد أكبر وأفضل للمواطنين، وينظر حاليا في الاستثمار في ١٣ قطاع إضافة إلى شركات الأجهزة الكهربائية وصناعة السيارات، وبالحديث عن شركة روشن العقارية التابعة للصندوق كشف أنها ستبني مجتمعات حديثة وعالمية في 9 مدن.
وقفزت أصول صندوق الاستثمارات العامة 163 % بما يعادل 248 مليار دولار لتبلغ 400 مليار دولار (1.5 تريليون ريال) بنهاية 2020، فيما كانت أصوله 152 مليار دولار (570 مليار ريال) في نهاية 2015، ويعتزم رفع أصوله 400 في المائة بنهاية 2030 (خلال عشرة أعوام) إلى 7.5 تريليون ريال. ويمكن بإيجاز رصد االأهداف المباشرة للصندوق ضمن رؤية المملكة 2030، بحزمة من الأهداف الرئيسية أشار إليها محافظ الصندوق، وتشمل:
– رسم ملامح المستقبل: من خلال الابتكار، وانتقاء الفرص وتعظيم الاستثمار للحفاظ على تراث المملكة وتحقيق ازدهارها.
– الريادة في الابتكار: سعيا إلى آفاق الريادة في جميع المجالات، عبر تسخير جهوده لإعادة رسم القطاعات، ودفع عجلة الإبداع، وتحقيق التحول الاقتصادي في المملكة.
– التميز في بناء العلاقات: عبر ثرواته المالية وكفاءاته البشرية المميزة، بحيث يبني شبكة واسعة من العلاقات ويسخر طاقات المملكة في اغتنام الفرص الواعدة.
– إلهام العالم: عبر قراراته التي تهدف إلى تحقيق تطوير القطاعات وتقدم الأداء وتحسين جودة حياة الإنسان.
وبهذا التوجه سيتمكن الصندوق السيادي من تحقيق 3 أهداف: تعظيم الإيرادات وتنويعها، تعزيز مكانة المملكة كقائد للاقتصاد العالمي وبناء سمعة دولية كمستثمر وشريك مفضل، إلى جانب تحقيق عوائد كبيرة على المدى الطويل من خلال استثمارات عالمية متنوعة.