البلاد – مها العواودة
أجمع مسؤولون وسياسيون لبنانيون، على أن المحاصصة ورفع سقف أطماع القوى الحاكمة بعد فشل 14 لقاءً بين الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، ورئيس الجمهورية ميشال عون، يحول دون إحداث أي خرق في الملف الحكومي المتعثر، تزامنا مع استنفاد المبادرات المحلية والدولية التي تسعى لتشكيل حكومة مهمة لإنقاذ لبنان من الانهيار، خاصة وأن صمت الحريري مع مرور 3 أشهر على التكليف بات يكلف لبنان الكثير من الخسائر، خاصة مع علمه بأن لن يسمح له بتأليف الحكومة إلا بشرط – الثلث المعطل -، وأن أمامه خيارين لإنقاذ البلاد يتمثلان في: كشف مستور التشيكلة الحكومية التي قدمت لعون وتململ منها، أو الاعتذار.
وأشاروا إلى أن إيران لن تفرط بورقة لبنان ومعنية بها في التعامل مع الإدارة الأمريكية الجديدة لتحقيق مصالحها، وكذلك الحال عند عون المدعوم من “حزب الله” الحريص على دعم وريثه السياسي رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.
وأكد الوزير اللبناني الأسبق ايلي ماروني أن عملية تشكيل الحكومة مازالت متعثرة بفعل المواقف المتشنجة لأطراف التأليف المرتبطة بالمحاصصة والمقاعد في وقت يغرق لبنان بأزماته المالية والاقتصادية والصحية ويعيش شبه عزلة دولية وإقليميةً، مشيرا إلى أن الحلول الداخلية استنفدت خصوصًا مبادرة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي، والدولية من خلال زيارات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ما جعل لبنان أمام استحالة التأليف مع تصاعد التشنجات بين أطراف السلطة.
ويرى ماروني أنه لم يبق أمام اللبنانيين إلا ضغط الشارع وبقوة لتأليف الحكومة أو تنحي الجميع أو انتخابات نيابية مبكرة تنبثق عنها سلطة جديدة تعالج الأوضاع المتردية، أو ضغط دولي حاسم لإلزام الجميع بتأليف حكومة مستقلة من الأخصائيين لإنقاذ لبنان من الانهيار النهائي الحتمي.
من جانبه، قال الوزير السابق معين المرعبي، إن حالة الجمود في لبنان ستستمر طويلا برعاية حزب الله وبمساعدة الفرقاء السياسيين الذين يستميتون لنهب الحصص وخيرات الغاز والنفط المتوقع استخراجه في لبنان. وأضاف “ليس صحيحا أنهم حريصون على الدستور وعلى الصلاحيات، فهم يتنازلون المرة تلوى الأخرى عن السيادة والكرامة الوطنية ويفرطون بصحة المجتمع اللبناني ويسرقون مدخراته في سبيل هذه الحصص وليس من أجل أي موضوع دستوري أو وطني بأي شكل من الأشكال”. ولفت إلى أن لبنان بحاجه أولا إلى حكومة ثقة لدى المجتمع العربي والدولي وحوالي ٢٥ مليار دولار للنهوض من جديد، خاصة وأن المجتمع الدولي لن يقدم الدعم إلى سلطة تعمل بأجندة دولة إرهابية من خلال ميليشياتها في لبنان. وتابع” زمن المعجزات ولى، الحل الجدي الوحيد والناجع بقيام الأمم المتحدة بدعم دولي لحماية اللبنانيين من سلطه الإرهاب الايراني”.
في السياق ذاته، أرجع السياسي اللبناني نوفل ضو جمود الملف الحكومي إلى عدة أسباب أبرزها رغبة حزب الله وإيران في جعل الحكومة ورقة مساومة مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وعدم رغبة الحزب للتنازل لأطراف داخلية وإنما يتم يستخدم هؤلاء الأطراف ولا سيما التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية لزرع العراقيل في وجه تشكيل الحكومة.