ترتكز سياسة المملكة الخارجية على دعائم ثابتة انطلاقاً من نهجها القويم ورسالتها السامية وحكمة قيادتها، وقد ظلت على مدى مسيرتها المباركة ملتزمة بحسن العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية مع سعيها الدؤوب للحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها وترسيخ مبادئ السلم والأمن الدوليين وضرورة حل الصراعات والأزمات عن طريق الحوار.
كما كانت المملكة من أوائل الدول التي تصدت للإرهاب بكفاءة عالية وتفاعلت مع المجتمع الدولي لتجفيف منابع تمويله واجتثاثه من جذوره وملاحقة داعميه ومواجهة كافة أشكال التعصب والتطرف والعمل على تعزيز التعايش السلمي، وقد استضافت المؤتمر الدولي الأول لمكافحة الإرهاب الذي أثمر عن إنشاء مركز دولي لمكافحته، كانت المملكة أول داعميه بالإضافة إلى إنشاء المركز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات.
لذا ليس غريباً استجابة المجتمع الدولي لجهود المملكة في تعزيز ثقافة السلام والتسامح لحماية المواقع الدينية، وقد ترجمت ذلك عملياً بترسيخ هذه الثقافة من الاعتدال والحوار الحضاري إلى جانب القبول الدولي لما قدمته مع دول شقيقة بتخصيص يوم للأخوة الإنسانية.
وبالتوازي مع هذا النهج المضيء لقيم التعايش والحوار، تمثل المملكة أنموذجاً عالمياً يحتذى به في تقديمها للعون الإنساني والإغاثي دون تمييز على أساس لون أو دين أو عرق أو عامل سياسي، في مبادرات لا تقف عند حد معين، فأصبحت منارة دولية للإغاثة والأعمال الإنسانية.