جدة – البلاد
لا يُذكر الشر، إلا وتقفز إلى الأذهان “إيران”، فهي والإرهاب صنوان، تدعمه وتأوي قادته، لتمزيق الشرق الأوسط وتنفيذ مخططها التوسعي، فقادة الملالي يعشقون الدمار، ولا يرون في الاستقرار شيئا جميلا، فلخبثهم ينظرون للفرقة والشتات والتخريب بعين الإعجاب، ويراهم العالم “منبع شر”، ولابد من وقف عملياتهم التخريبية في مختلف دول العالم، وردعهم على أفعالهم التي تهدد الأمن والسلم الدوليين.
ولا يتورع نظام الملالي في دعم التنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها ومذاهبها، لاستخدامها أذرعا تزعزع استقرار الدول، وتزرع الفرقة بين أبناء البلد الواحد، لإضعاف الشعوب ونيل مرادهم بنهب موارد وثروات الدول التي تنشأ فيها الحروب بسبب تحريكهم لأذيالهم فيها، ودعمهم بالأموال الطائلة لتنفيذ المخططات الإرهابية المرسومة بدقة.
ويرى خبراء أمميون، طبقا لوكالة “أسوشيتد برس”، أن إيران آوت كثيرا قادة تنظيمي “القاعدة” و”داعش”، ودعمت عناصرهم في بلدان الشرق الأوسط بالأموال، معززين قولهم بوثائق سابقة أوردها تقرير أممي، تحدث عن زيادة دعم إيران للقاعدة، إذ أظهرت الوثائق أن طهران عملت على لملمة شتات تنظيم “داعش” وجيوبه في سوريا، وأعادت تأهيل وبناء تنظيم “القاعدة” باستخدام علاقاتها الاستراتيجية والتاريخية بقادة التنظيم. ولفت التقرير الأممي إلى أن طهران ضمت فلول داعش للقاعدة في سوريا، بالتنسق مع قادة عسكريين من القاعدة سافروا إلى دمشق من أجل تجميع صفوف مقاتلي “داعش”، وتأسيس تنظيم “قاعدة جديد” يشبه في ثقافته الإرهابية “فيلق القدس” بالحرس الثوري وميليشيات “حزب الله”.
وتدعم طهران تنظيم “داعش” في العراق لخلق الفوضى والتسبب في حالة من عدم الاستقرار؛ إذ اعترف الداعشي الهندي حمزة فار في وقت سابق بتورط إيران المباشر في تغذية صفوف “داعش” وتدريب عناصرها، واحتوائهم ثم ترحيلهم كإرهابيين جاهزين لاختراق الدول، ما يؤكد أن الأصابع الإرهابية يحركها نظام الملالي في بغداد، ودمشق وغيرها من الدول العربية، حيث يقوم فيلق القدس الإيراني بالتنسيق مع مليشيات “حزب الله” اللبنانية ومليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران لنقل المئات من مسلحي تنظيم داعش من سوريا إلى العراق وتزويدهم بالأسلحة والذخائر ضمن مخطط إيراني لإعادة الحياة للتنظيم الإرهابي.
وما يؤكد العلاقة الوثيقة بين إيران وقادة التنظيمات الإرهابية، هو مقتل القيادي في تنظيم “القاعدة” أبو محمد المصري في أحد شوارع طهران، وفقا لما نلقته “نيورك تايمز” عن أربعة مسؤولين بالمخابرات الأمريكية، مبينين أن المصري قتل مع ابنته مريم، وهي أرملة حمزة بن لادن، نجل أسامة بن لادن.
ولإيران تاريخ طويل في دعم قادة التنظيمات الإرهابية، حيث أكد تقرير بريطاني، أن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني السابق، قاسم سليماني لعب الدور الأبرز لإدارة العلاقة مع القاعدة منذ أن وفّر ملاذًا لقادة تنظيم القاعدة بعد فرارهم من أفغانستان عام 2001، مبينا أنه بنى لهم مجمعا سكنيا خاصا في قلب معسكر تدريب تابع للحرس الثوري في طهران.
ولعب الدعم والتمويل الإيراني دورا مهما في إحياء تنظيم القاعدة الذي كان قوامه 400 شخص عندما نفذ هجمات 11 سبتمبر وضرب البرجين التوأمين – وفقا لأرقام مكتب التحقيقات الفيدرالي -، ثم تشتت التنظيم بسبب الغزو الأمريكي لأفغانستان، لكنه عاد مع ظهور تنظيم داعش عام 2013، بينما ذكر تقرير للأمم المتحدة أن تنظيم داعش لا يزال لديه ما يصل إلى 30 ألف عضو موزعين بالتساوي تقريبا بين سوريا والعراق، ويتم رفده من قبل تنظيم “القاعدة”، الذي بات أشد إرهابا بفضل تزايد الدعم الإيراني، حيث أظهرت إحدى الوثائق أن عضوا بارزا في تنظيم القاعدة أكد في رسالة أن إيران مستعدة لتوفير كل ما يحتاجه تنظيم القاعدة، بما في ذلك الأموال والأسلحة، ومعسكرات تدريب لحزب الله في لبنان، مقابل أن تقوم الجماعة الإرهابية، بالهجوم على مصالح أمريكا في الدول العربية.
«تويتر» يوقف حساب خامنئي
أوقف موقع “تويتر” أمس (الجمعة)، حسابا مرتبط بالمرشد الإيراني علي خامنئي، بعد نشره صورة لاعب غولف يشبه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب تستهدفه طائرة مسيرة فيما يبدو، وتعهد بالثأر لمقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني بطائرة أمريكية مسيرة. وحمل المنشور تصريحات لخامنئي في ديسمبر الماضي، قال فيها: إن “الثأر حتمي”، مجددا تعهده بالثأر قبل الذكرى الأولى لمقتل قاسم سليماني في الهجوم بحرم مطار بغداد. وقالت متحدثة باسم شركة “تويتر”، إنه تم تعليق حساب “خامنئي سايت” المرتبط بالمرشد الإيراني، لانتهاكه سياسة تويتر المتعلقة بالتلاعب والرسائل غير المرغوب بها، وخاصة ما يتعلق بإنشاء حسابات مزيفة.