البلاد- هاشم آل الهاشم
أكد خبراء اقتصاد على تصدر المملكة قائمة الدول الجاذبة للاستثمارات الأجنبية رغم حالة الركود الاقتصادي التي عانى منها العالم جراء جائحة فيروس كورونا، مشيرين إلى تنوع عوامل قوة الاقتصاد السعودي في مقدمتها تمتعه باحتياطيات قوية وبيئة تشريعية وتنفيذية محفزة للاستثمار ، والمرونة في مواجهة الصدمات الاقتصادية العالمية مما يمكنه من امتصاص أية أزمات. وحول ذلك قال الخبير الاقتصادي اللبناني أنيس أبو ذياب أستاذ الاقتصاد في الجامعة اللبنانية عضو هيئة مكتب المجلس الاقتصادي والاجتماعي، إنه من البديهي أن تتصدر المملكة قائمة الدول الجاذبة للاستثمارات الأجنبية، لعدة أسباب أولها نجاحاتها في التعاطي مع التداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا، من منطلق الاستقرار الصحي الذي سيؤدي بطبيعة الحال لجذب الاستثمارات. وأوضح أن الاقتصاد السعودي أظهر مدى مرونته خلال الجائحة، فعلى سبيل المثال خلال النصف الأول من عام 2020، أصدرت المملكة 506 رخص استثمار أجنبي متنوعة وممنوحة لشركات تنتمي لدول كبرى في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، علاوة على منح رخص لدول ناشئة استثمارياً مثل الهند الحاصلة على قرابة 50 رخصة استثمارية، وهو ما يؤكد على متانة البيئة الاستثمارية في المملكة، وشعور المستثمر بالأمان والاستقرار بالمملكة.
بيئة استثمارية ابتكارية
وقالت فاطمة بيه الإفريقي أستاذة الاقتصاد بجامعة الحسن آل الثاني المغربية إن المملكة من خلال رؤيتها 2030 تمكنت الترويج لها استثمارياً واقتصادياً، وتلفت أنظار دول العالم للاستثمار بها في مجالات جديدة مثل القطاع التكنولوجي والابتكارات ، مشيرة إلى أنه منذ عام 2016 ، وضعت المملكة وضعت نصب عينيها كيفية طرح سبل جديدة جاذبة للاستثمار الأجنبي، من هنا أنشأت مدينة” نيوم” العالمية، لطرح فرص جديدة للاستثمار في مجال التجارة والابتكارات التكنولوجية. وأوضحت أن إطلاق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مشروع “ذا لاين” لخلق بيئة استثمارية آمنة صحياً، وهو الأول من نوعه سيدفع العديد من دول العالم إلى زيادة استثماراتها في هذه المنطقة التي ربما ستفوق 3 تريليونات دولار أمريكي.
من جانبها، أكدت أنى مارثون خبيرة الاقتصاد بشركة “جلوبكس تريد” الاسترالية أن هناك العديد من العوامل التي جعلت المملكة تتصدر قائمة الدول الجاذبة للاستثمار ، وفى مقدمة هذه العوامل تراجع معدلات الجريمة في السعودية ، حيث أن المملكة تتصدر أيضا قائمة الدول الآمنة استثمارياً بحسب العديد من المؤشرات الدولية لقياس العلاقة بين الاستقرار الأمني والاستثمار الخارجي. وأوضحت أن من بين هذه العوامل أيضا مدى البيئة الصحية القابلة للاستثمار، وهو ما يتوفر في المملكة فبحسب تقرير مجلة” فوربس” المنشور في شهر يونيو الماضي فإن المملكة تحتل المرتبة الأولى بين دول الشرق الأوسط في الاستثمارت الآمنة ، بفضل جهودها في هذا الصدد ، مشيرة إلى أنه على الرغم من جائحة كورونا إلى أن الاستثمارات الاسترالية تتنامى في المملكة خلال العام الماضي، وخاصة في عدة مجالات هي التكنولوجية والطبية والسلع والمنتجات التجارية.
