كتبت سابقا مقالا كان بعنوان، لماذا لا نصنع الانسولين؟ كان سببا في انني تلقيت مكالمة هاتفية من شخص، تحدث معي عن رغبته في تطوير هذه الصناعة محلياً! وانه يرغب في التعاون معي بهذا الشأن. ولكنني للأسف لا احمل فكرا اقتصاديا وكنت مشغولاً ببعض البرامج العلمية المتصلة بتخصصي في علم العدوى والمناعة (والتي ذهبت هباء منثورا)! فاعتذرت له عن عدم قدرتي على اقتحام هذا المجال (الصحي-الاقتصادي) ان صح الربط بين المفهومين! رغم ان القادم في الشأن الصحي (محليا) هو الربط بين هذين المصطلحين الصحي والاقتصادي تحت مسمي التأمين الصحي. وهو مسمي مبني كلية على مفهوم اقتصادي بحت.
وقع هذا المقال الذي اشرت اليه بين يدي، وكان سبباً في كتابة هذا المقال الذي اضعه بين ايديكم. نعم، شاهدنا جميعا، خلال فترة الجائحة الكونية، الكثير من المشاهد المرتبطة بصناعة الدواء واللقاح وكيف كان هناك سباق كبير في الوصول الى صناعة دواء، يساعد في التخفيف من صعوبة التنفس لدى المصابين بالعدوى الفيروسية، حتى وان كان في صورة معقدة التركيب او بسيطة .. وكان السباق الكبير والاهم هو التوجه الى صناعة وتطوير لقاح يحمي الشخص من إصابة العدوى الكورونية. شاهدنا أيضا، وخاصة لمن يتابع أسعار الأسهم الأميركية، الارتفاع الكبير في اسعار أسهم الشركات الدوائية، مثل المعقمات، المضادات الحيوية، المحاليل والأجهزة الطبية واللقاحات وذلك نتيجة الاحتياج الكبير من قبل دول العالم لتلك المنتجات خلال فترة الجائحة.
يمكن الخروج من تلك المشاهد والاحداث، بان مستقبل الصناعة الدوائية محلياً، امر هام جدا، ولابد من الاهتمام به، وذلك من خلال بناء استراتيجيات صناعية قوية مرتبطة بقاعدة مستقبلية تمكن من بناء صرح صناعي في مجال الدواء. نعم، لدينا محلياً، بعض المصانع الدوائية، ولكنها من وجهة نظري، تحتاج الى تطوير استراتيجياتها المستقبلية، الى جانب احداث تغيير كامل في بنيتها الهيكلية ورؤيتها المستقبلية. الصناعة الدوائية المحلية، هي صناعة مستقبل صحي واقتصادي للأجيال القادمة.
باختصار، ندرك ان لدينا قوة عاملة كبيرة في تخصص علم الدواء، من خريجي الكليات الصيدلانية بالجامعات السعودية، اعتقد ان تغيير رؤية تلك الأجيال المستقبلية نحو التوجه في العمل المستقبلي الى المصانع الدوائية بدلا من التوجه للعمل في صيدليات المستشفيات الحكومية (صرف الدواء فقط) سيكون أفضل كثيرا لهم وللمجتمع ككل.
ماجستير علم المناعة والحساسية
دكتوراه علم العدوى والمناعة