القاهرة – محمد عمر
دخل القرار الأمريكي، بتصنيف ميليشيا الحوثي الانقلابية منظمة إرهابية حيز التنفيذ، أمس (الثلاثاء)، لتبدأ مرحلة جديدة من التعاطي المحلي والدولي معها، إذ لقي القرار الذي صار نافذًا بعدم اعتراض الكونغرس الأمريكي عليه، ترحيبًا محليًا واسعًا على المستويين الرسمي والشعبي.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، قبل 10 أيام تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية، وفرض عقوبات على زعيمها عبد الملك الحوثي والقياديين فيها، عبد الخالق الحوثي وعبد الله يحيى الحكيم، مفيدة بأن الخطوة ستدخل حيز التنفيذ في 19 يناير الجاري، أي قبل يوم واحد من نهاية ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وتسلم جو بايدن لمهام الرئاسة خلفا له. ورفضت الولايات المتحدة طلب التراجع عن تصنيفها جماعة الحوثي تنظيمًا إرهابيًا، وتمسكت بقرارها عبر نائب مندوبها في مجلس الأمن، مع وضع آليات تبدد مخاوف المنظمات الأممية من تأثير التصنيف على وصول المساعدات إلى المناطق المحتلة الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وقال مندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ريتشارد ميلس، إن بلاده اطلعت على التحذيرات المتعلقة بالتداعيات الإنسانية لقرارها بشأن جماعة الحوثي، وسوف تتخذ إجراءات لتيسير وصول المساعدات الإنسانية والواردات التجارية. وأضاف أن “هذه الخطوة هي الحركة الصحيحة التي يجب اتباعها لإرسال الإشارة الصحيحة، إذا أردنا للمسار السياسي أن يتقدم إلى الأمام”. يأتي ذلك، فيما تواصل الميليشيا الانقلابية الحوثية التضليل ومفاقمة معاناة اليمنيين لنشر دعاية كاذبة ونهب المزيد من مواردهم الشحيحة، إذ رفعت سعر صفيحة البنزين في صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرتها إلى 15 ألف ريال، ونشرت محطات أسعار البيع الجديدة على واجهتها بارتفع سعر اللتر إلى 750 رغم وفرة المشتقات النفطية، بينما أفادت تقارير ملاحية بدخول 72 سفينة نفطية إلى مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي عبر ميناء الحديدة.
إلى ذلك استنكرت منظمة سام للحقوق والحريات في جنيف عزم ميليشيا الحوثي دفن 49 شخصا بينهم نساء معظمهم قتلتهم مليشيا الحوثي في محافظة عمران خلال السنوات الماضية، مبينة أن بين القتلى الموجودين في ثلاجة مستشفى عمران العام، امرأة وابنتها قتلتا برصاص مسلح حوثي، وقيادي حوثي قتل في صراعات بين أجنحة الميليشيا، ومقاتل في الجيش عاد من مأرب لدفن شقيقته. وتوسعت ميليشيا الحوثي في نهج المقابر الجماعية لضحاياها على نسق ممارسات الميليشيات العراقية الموالية لإيران، خاصة مع وصول سفير الملالي حسن أيرلو إلى صنعاء، فيما طالبت منظمة سام المنظمات الدولية والحقوقية بالتدخل لمنع هذه الانتهاكات، كما حذرت “أمهات المختطفين” من أن معظم الجثث قد تكون عائدة لجثث مخطوفين لدى ميليشيا الحوثي.