جدة ــ ياسر بن يوسف
اكتست محافظة العرضيات، مؤخرا بحلة من البهاء الذي توشحت به جبالها وسهولها وأوديتها القابعة على امتداد جبال السروات. وخلفت الأمطار صورا جمالية أبهجت ناشدي الطبيعة من أهالي وزوار المحافظة خصوصا في قرية الفائجة. والعرضيات إحدى محافظات منطقة مكة المكرمة، وتقع أقصى جنوبيها بين منطقتي الباحة وعسير في القطاع التهامي، ولها ماضيها العريق وإرثها الحضاري والثقافي، ومقوماتها السياحية التي تشهد نقلة تنموية متسارعة، ومن أشهر حواضر العرضيات “نمرة، ثريبان، المعقص، سبت شمران، نخال، والفائجة.
وتشتهر المحافظة بإنتاج العسل الأصلي الذي يقام له مهرجان سنوي ويشهد حركة شرائية لافتة، كذلك بالمحصولات الزراعية التي تقوم على أشهر واديين قنونا، ويبه وأشهرها الدخن والذرة، وكثرة الأسواق الشعبية، كسوق الخميس في المعقص، والسبت في شمران، والثلاثاء في نمرة، والجمعة في ثريبان والخميس في الجوف، والثلاثاء في عمارة، والإثنين في المدرات، وقريبا يعاد سوق الأربعاء في الفائجة وسوق الأحد في آل حذيفة التي تزخر بالمأكولات والمطاعم الشعبية، بجانب المراكز التجارية الحديثة.
وتكتسي جبال وأودية المحافظة في الشتاء وأوائل الربيع حلة بهية بألوان الزهور البرية وفواحة بروائح النباتات العطرية، ما يجعلها مقصد السياح في الشتاء يتوافدون بحثا عن الدفء واعتدال الجو، خصوصا والعرضيات تربطها بالسروات ستة طرق جبلية هي، الأبناء، الخشبة، الملك فهد، نصاب، شعف بلقرن، والزارية، إلى جانب ما تزخر به المحافظة من مناجم النحاس والفضة الموجودة في جبال ثميدة منذ مئات الأعوام بحسب ما يذكره المؤرخون. وتنتشر في المحافظة أودية عديدة منها، وادي قنونا الذي ينحدر من سروات الباحة وعسير ويخترق شمال العرضيات ليصب في البحر الأحمر بالقرب من محافظة القنفذة، ويشتهر بنخيله الوافرة ومياهه المتدفقة طوال العام، ويشهد حركة سياحية كبيرة في الشتاء.