البلاد – هاشم آل الهاشم
بلغ القمع الإيراني المتواصل بـ”الأحواز” لدرجة التنكيل بالأطفال من خلال حرمانهم من أبسط الحقوق وحرية التعليم خصوصا اللغة العربية.
وتجبر إيران أطفال الأحواز في محافظة “خوزستان” على تعلم الفارسية، بهدف إنشاء أجيال خاضعة للثقافة الإيرانية من أجل طمس الهوية العربية في المنطقة التي دأبت طهران على فرض نفوذها عليها بكل السبل، حيث يحظر على الأطفال التحدث أو التعلم بأية لغة سوى الفارسية.
وكشفت الأمم المتحدة في إحصائية لها النقاب عن أن ثلث التلاميذ الأحوازيين يتخلون عن التعليم بدوام كامل في المرحلة الابتدائية، بينما يتخلى ثلث الباقين عن التعليم في الوقت الذي يصلون فيه إلى المدرسة الثانوية.
وأكدت الإحصائية أن تلميذا واحدا من كل أربعة تلاميذ أحوازيين يحصل على شهادة الدراسة الثانوية، في حين أن هناك عددًا من الأسباب الأخرى لانخفاض مستويات التحصيل الدراسي بين الشعوب غير الفارسية، بما في ذلك فقر الأسرة ونقص المدارس والمواد التعليمية وضعف التدريس، مشددة على أن الإصرار على نظام تعليم أحادي اللغة بالفارسية هو سبب رئيسي لمعدلات التسرب. وقال خبراء إن نظام التعليم أحادي اللغة المفروض بالفارسية سبب رئيسي لمعدلات التسرب العالية من التعليم في محافظات الشعوب غير الفارسية، ومنها الأحواز العربية التي احتلتها إيران عام 1925. وأضافوا أن ما يبذله نظام الملالي للقضاء على كل الهويات والثقافات الأخرى غير الإيرانية الفارسية، مع محاولة قتل اللغة العربية، جزء من جهد ممنهج أوسع نطاقًا للإبادة الثقافية، في حين رفضت أجيال من الأحوازيين والأذريين والأكراد والبلوش والشعوب الأخرى هذا الأسلوب، متشبثين بتراثهم الثقافي الممتد كجزء أساسي من هويتهم، داعين الأمم المتحدة للتدخل من أجل منع النظام الإيراني من مواصلة سياسته القمعية بحق الأطفال الأحواز، حيث تجرم “اليونسيف” مثل هذه الممارسات المناهضة لحقوق الإنسان والطفولة.