متابعات

شهد أمين مخرجة فيلم سيدة البحر لـ(البلاد): السينما السعودية تدعم الإبداع

جدة – رانيا الوجيه

تُعتبر المخرجة السعودية شهد أمين واحدة من المخرجات السعوديات البارزات فقد شاركت بفيلمها “سيدة البحر”، في عدة مهرجانات سينمائية. فتأهل الفيلم للحصول على جائزة “فيرونا” عن فئة الفيلم الأكثر إبداعاً، ضمن مسابقة أسبوع النقاد التي أُقيمت في مهرجان البندقية السينمائي كما تُوِّج بثلاث جوائز في ختام مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف في المغرب، وهي جائزة لجنة التحكيم أفضل فيلم وجائزة أفضل مخرج للمخرجة شهد أمين وجائزة لجنة تحكيم النقاد. ونافس في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ضمن مسابقة آفاق عربية.

تقول المخرجة شهد أن أكثر شيء شد الجمهور والنقاد للفيلم هو أن يكون المشاهد جزءا من مشاعر ” حياة” بطلة فيلم سيدة البحر، والولوج إلى عمق التجربة حيث نجحت في التوفيق بين الاسطورة والواقع.

بالنسبة لي كان يهمني أن لا يطلق على هذا الفيلم تصنيف “الفانتزي” بل أجده أكثر واقعية والأمر الوحيد في الفانتازيا هو وجود الحوريات وكل شيء آخر في الفيلم يعتبر حقيقيا وبالتالي كانت ازمتي الوحيدة هو الجمع بين الحقيقة والفانتزي ، وأتمنى أن نكون قد توفقنا في طرح القصة بهذه الطريقة .

وفي سؤال عن أسباب ادخالها الاسطورة ضمن تفاصيل الفيلم قالت: لم اتعمد في فيلم سيدة البحر أو الافلام الأخرى أن ألجأ لفن الأسطورة ، وأفلامي القصيرة السابقة كانت تتجه إلى الدراما ، ومن ثم عندما جاء فيلم حوريه وعين وهو فيلم قصير أردت أن أوصل الفكرة بطريقة تسمح لي أن استخدم العناصر الإبداعية والبصرية أكثر ، ومن خلال الفيلم الاسطوري أو الفانتازيا استطعت أن استخدم الصورة البصرية البحته بعيدا عن الدراما.

وحول التشابه بين فيلمها القصير حورية وعين وسيدة البحر قالت: من وجهة نظري هناك تشابه في المعنى وليس في القصة فالقصة جدا مختلفة بالرغم من أن الحورية هي تمثيل للمرأه .

وعن الآليات التي تحتاجها السينما السعودية للانطلاق خصوصا وأن فيلم سيد البحر حصد الجوائز فيما لم يحقق فيلم أكشن 123 أي مشاهدات في دور السينما حيث قالت : لايمكن أن أقول بأن هناك أفلاما فاشلة كصانعة أفلام واحترم أي شخص حاول أن يقدم فيلما طويلا أو قصيرا وتجربة صناعة فيلم هي تجربة شجاعة بحد ذاتها من خلال كتابة الفيلم واخراجه وتصويره وعرضه للجمهور تعتبر شجاعة لها تقديرها واحترامها ، وفي المقابل لابد أن يكون هناك انتقادات ويجب أن يكون هناك تعامل ذكي مع تلك الانتقادات ، وبالنسبة لي لا يوجد هناك أفلام فاشلة حيث هناك أفلام تصل الى الجمهور وهناك افلام لاتصل ولا يدل على ان الفيلم فاشل بل أن الفكرة لم تصل للآخرين، وفي النهاية ليس كل الأفلام تتشابه وهناك مساحة لكل شخص يصنع ويقدم الفيلم الذي يريده سواء كان فيلما تجاريا أو فنيا ، ولا يمكن أن نقول أن هناك أفلاما سعودية لا تنجح فهو حكم غير صحيح .

وعما ينقص السينما السعودية هل هو الدعم المادي أم النص أم الممثل أم التكنيك والإخراج قالت:
الذي ينقص الفيلم السعودي هو الخبرة ودائما ما أحاول أن أوصل رسالة توصية للمخرجين والفنانين السعوديين خاصة الحديثين على هذه المهنة أن يستعينوا بخبرات عالمية في صناعة هذا المجال، حيث أن صناعة الأفلام تحتاج إلى خبرة طويلة ونفس عميق وصبر ، كما أن لدينا مخرجين جيدين وكتاب جيدين وأفكار عظيمة وقصص لم تطرح بعد، ولكن لا يوجد مصورون محترفون ولهذا لابد من الاستعانة بالخبرات العربية أو العالمية فالفيلم عندما ينجح لا ينسب لشخص واحد بل لجميع العاملين في الفيلم من مصور وكاتب ومخرج وممثلين، ونجاح سيدة البحر هو بسبب الإستعانة بالخبرات الطويلة والناجحة.


وفيما إذا كانت أزمة النص هي التي دفعتها لكتابة السيناريو والاخراج قالت: تازمة النص هي التي دفعتني لكتابة السيناريو والاخراج معا بل لأنني درست وتخصصت في مجال الكتابة والاخراج، ومهمتي كمخرجة بالنسبة لي أعتبر نفسي كاتبة ومخرجة وجميع الأفلام التي أخرجتها كانت من كتابتي وبما أن صناعة السينما مجال جديد على المجتمع السعودي فكانت دائما النصيحة أن أكتب الفيلم من خلال ما أشعر به وبرؤية المخرج وهذا الأمر كان صعبا عليَّ في بداية مشواري الفني، وأن أكتشف صوتي من بين ملايين الأصوات الموجودة في العالم.وأؤمن بالسينما المؤلفه في العالم العربي.

وحول أسباب عرض فيلم سيد البحر باللونين الأبيض والأسود قالت: خيار أن يكون الفيلم أبيض وأسود جاء بعد الانتاج وكان خيارا صعبا بالرغم من أن الفيلم بالألوان كان جميلا أيضا، ولكن أردت أن يكون بالأبيض والأسود أعطى الإيحاء للقصة التي أريدها والابيض والاسود مثل الفيلم بطريقة أعمق لا زمان ولا مكان ، بالرغم من أنني كنت مرعوبة من فكرة الابيض والاسود وكانت وجوه الممثلين حادة مع هذا اللون وملفتة أكثر وعندما شاهدنا الفيلم بهذا اللون تم الاتفاق على الاختيار حيث أعطى الجفاف الذي كان مكتوبا في القصة أكثر من استخدام الألوان المعتادة .

وعن رؤيتها لنجاح المخرجات السعوديات أمثال هيفاء المنصور وعهد كامل قالت: بكل تأكيد استطاعت المرأة أن تنجح في صناعة السينما وهيفاء المنصور احدى النماذج الناجحة من خلال مشاركتها في إخراج الأفلام العالمية وأصبح اسمها معروفا حول العالم ، أيضا عهد كامل مخرجة رائعة جدا وأتوقع أن نرى لها أفلاما طويلة عن قريب، كما أرى أن هناك مستقبلا كبيرا إن شاء الله أمامنا كصناع سينما فالسينما لا تقام أو تعتمد على شخص أو اثنين بل على مجموعة من الصناع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *