البلاد – رضا سلامة
تغرق إيران في العزلة الدولية يومًا بعد آخر، ويزداد حصارها من كافة الجهات، فعلى الصعيد الأمريكي تمارس عليها سياسة الضغط القصوى لردعها وإيقاف برنامجها النووي، بينما تضغط عليها أوروبا لتغيير مسارها فيما يخص الملف النووي، وتعمل دول الخليج على التصدي لإرهابها في دول المنطقة، حيث تجلى ذلك خلال “قمة العلا” التي توافقت على توحيد الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة الخطر الإيراني في المنطقة وهو ما أزعج نظام الملالي الغارق في الأزمات.
وظهر رعب طهران من توحيد الصف الخليجي، في عناوين الصحف الإيرانية الموالية للملالي، أمس (الأربعاء)، إذ قالت صحيفة “آفتاب يزد”: إن المصالحة الخليجية لن تكون في منفعة إيران، خاصة مع توافق الرؤى خلال القمة على أن برنامج إيران النووي يهدد المنطقة والعالم. وفي تأكيد على أن التوافق الخليجي يعمق عزلة إيران في المنطقة، عبر نواب في الكونجرس الأمريكي عن تفاؤلهم بنتائج التوافق الخليجي من خلال نتائج مخرجات “قمة العلا”، خاصة في تحجيم الخطر الإيراني ومنع استغلال طهران لأي خلافات طارئة لفرض هيمنتها في المنطقة.
وقال السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، إن ايران هي الخاسر الأكبر من التوافق الخليجي كونها لن تستطيع في المستقبل استغلال أي مساحة للتباين داخل البيت الخليجي، فيما يرى مراقبون أن التوافق الخليجي هو أكبر هزيمة لمشروع إيران في المنطقة وتعميق عزلتها سياسيًا، في ظل توحيد الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة التهديد الايراني، فضلاً عن أن فتح الأجواء لحركة الطيران سيحجب عن إيران رسومًا باهظة كانت تتلقاها مقابل استخدام مجالها الجوي، ما سيزيد من تعميق الأزمة الاقتصادية لطهران التي تعاني من تداعيات العقوبات.
من جهة ثانية، فيما فضح الملالي أنفسهم وكشفوا كذبهم وتضليلهم في واقعة احتجاز السفينة الكورية الجنوبية، وأن الحادثة مفتعلة لابتزاز سول ودفعها للإفراج عن أموال مجمدة تطبيقًا للعقوبات على طهران، بفعل ممارساتها العدائية فى ملفات عدة.
وفضحت صحف إيران، أمس، الكذب والتضليل الإيراني، حيث قالت صحيفة “جمهوري إسلامي”، إن “احتجاز السفينة الكورية أعطى ثماره”، ومدعية أن كوريا الجنوبية أعلنت عن استعدادها لإيجاد حل لموضوع الأموال الإيرانية المجمدة لديها، وعنونت بهذا المضمون صحف كثيرة مثل “مردم سالاري”، و”همدلي”، و”حمايت”. كما عنونت “ابتكار”: بـ”مفاوضات من أجل إطلاق سراح الأموال والسفينة”. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، زعم أن مشكلة السفينة الكورية هي مشكلة تقنية بحتة، ليتضح لاحقا أن “الابتزاز” هو سبب احتجازها.
