بيروت – البلاد
فيما يصل وفد فرنسي إلى لبنان لحلحة أزمة تشكيل الحكومة، كشفت مصادر مطلعة على الملف أن رئيس الوزراء المكلف لن يقدم تنازلات، وأن “حزب الله” بمعاونة حلفائه يرهن التأليف باتضاح موقف إدارة بايدن من إيران، منوهين إلى أن الحكومة لن ترى النور حتى مارس المقبل على أقل تقدير.
ويصل بيروت وفد من لجنة الصداقة اللبنانية الفرنسية في مجلس الشيوخ الفرنسي، اليوم (الأربعاء)، في زيارة تمتد حتى الاثنين المقبل، ويشتمل برنامج اللقاءات على اجتماعات مع أغلبية رؤساء الكتل والأحزاب للدفع بتسريع وتيرة تشكيل الحكومة، إضافة إلى لقاء مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومجموعات من المجتمع المدني.
وحسب مصدر دبلوماسي فإن الجولة ترمي بالإضافة للملف الحكومي، إلى تعزيز التعاون في تنفيذ المشاريع الحيوية والحياتية التي تعمل فرنسا عليها لمساعدة الشعب اللبناني مباشرة، دون تدخل السلطات الرسمية، في إشارة إلى الغضب الفرنسي إزاء المنظومة الحاكمة.
وفيما كشفت مصادر مقربة من رئيس الوزراء المُكلف، أنه لن يرضخ للشروط التي يقترحها الفريق العوني، ولن يسير إلا وفقًا لمندرجات المبادرة الفرنسية، مهما طال الوقت أو قصر، وقالت المصادر ذاتها إنه مع استمرار الجمود الحكومي عند تقاطع الخلاف بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف حول حقائب الداخلية والعدل، يُرتقب عقد اللقاء بين الرئيسين بعد عودة الحريري إلى لبنان.
وأكدت مصادر أخرى مطلعة على سير مفاوضات تشكيل الحكومة، أن التأليف محتجز بقرار داخلي كبير، من حزب الله، ذراع إيران في لبنان، وحلفائه، ربطًا بتطورات المنطقة وتسلم الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن مقاليد الرئاسة، واتضاح مسار علاقاته مع طهران. وشككت المصادر في إمكان الإفراج عن الحكومة في أمد قريب. وقالت إن لبنان لن يكون على شاشة الرادار للإدارة الجديدة ربما قبل مارس، على أقل تقدير، فثمة أولويات لبايدن تبدأ بترميم العلاقة مع أوروبا ووضع إستراتيجياته تجاه الصين وروسيا وكوريا الشمالية قبل الالتفات إلى الشرق الأوسط وملفاته.
ورغم الخلافات المحلية حيال تشكيل الحكومة، وطبيعتها وحقائبها والتوازنات فيها، إلا أن الأوساط واسعة الإطلاع بدت أكثر ميلًا للاعتقاد بأن ثمة قرارا كبيرا يخطط له في عملية تأليف الحكومة لجعل الوضع في لبنان واحدا من أوراق المقايضات الإيرانية مع إدارة بايدن.