جدة- البلاد
يعد مشروع الحوار الوطني، أحد أهم الإنجازات التي يفخر بها الوطن والمواطن، في ظل التطورات والمتغيرات التي تشهدها الساحة السياسية العربية والعالمية، ووسط حراك اجتماعي وثقافي ونهضة علمية غير مسبوقة، يسهم فيه المواطنون من أبناء المملكة لتعميم ونشر ثقافة الحوار والتواصل مع الآخر.
وجاءت فكرة اللقاء الوطني للحوار الفكري في المملكة منذ بدايتها، استجابة لما تواجهه المملكة من تحديات تحاول النيل من عقيدتها وأمنها ووحدتها الوطنية، فبعد عقد اللقاء الوطني الأول للحوار الفكري في شهر جمادى الأولى من عام 1424هـ لمناقشة عدد من القضايا الهامة، وعلى رأسها موضوع الوحدة الوطنية والعلاقات والمواثيق الدولية، اتفق المشاركون والمشاركات في اللقاء على ضرورة توسيع دائرة المشاركة فيه ليشمل جميع المستويات، ويعالج مختلف الموضوعات وذلك بإنشاء مركز للحوار الوطني يعنى بتنظيم اللقاءات، وإعداد البحوث والدراسات في هذا المجال.
وبعد مرور شهر واحد بعد اللقاء، صدر أمر الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، رحمه الله، بإنشاء مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني والذي بموجبه بدئ في أعمال التأسيس وتم تشكيل اللجان المختصة، واستكمال النظام الأساسي للمركز وتشكيل الأطر التنظيمية والإدارية اللازمة، حيث أعلن الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، رحمه الله، عندما كان ولياً للعهد، موافقة الملك فهد، رحمه الله، على قيام مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، وإنشاء مركز متخصص بالحوارات الفكرية والوطنية تحت اسم مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني.
مركز الحوار الوطني
مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني هو مؤسسة وطنية مستقلة تعمل على نشر ثقافة الحوار لتعزيز قيم التعايش والتلاحم الوطني، ليجعل منها أسلوباً للحياة، ويجعل منها معياراً للسلوك العام في المجتمع على مستوى الفرد والمجتمع. ويعمل المركز على نشر ثقافة الحوار وتعزيزها في المجتمع كقناة موثوقة للتعبير المسؤول في مختلف القضايا الوطنية وفق آليات ووسائل فاعلة مبنيَّة على الوسطية والاعتدال واحترام التعددية والتنوع لتعزيز الوحدة الوطنيَّة .
وحظي المركز منذ تأسيسه باهتمام ورعاية ودعم متواصل من قيادة المملكة وتم تشكيل مجلس أمناء جديد للمركز يضم نخبة من العلماء والمفكرين الذين يمثلون جميع الأطياف الفكرية للإشراف على برامج وسياسات ومشاريع المركز المستقبلية وتحقيق انطلاقة جديدة للمركز لتحقيق رسالته السامية في تعزيز ونشر ثقافة الحوار والوسطية والاعتدال، وليكون مشروعا حضاريا يستهدف إشاعة ثقافة الحوار، للوصول إلى رؤى وطنية تمثل رافداً أساسياً لمناقشة القضايا الوطنية بجميع أبعادها.
واستطاع المركز منذ انطلاقة أعماله أن يُشرك أغلب فئات المجتمع في الحوار الوطني، وأغلب المؤسسات الوطنية والتعليمية الفاعلة، ومؤسسات المجتمع المدني، وشهدت اللقاءات الوطنية عدة تحولات خلال الأعوام الماضية كان لها الأثر الأكبر في أداء المركز، وانطلاق أعماله في آفاق أوسع , وقد انتهج المركز مبدأ ترسيخ ثقافة الحوار وتقبل رأي الطرف الآخر كأحد الأهداف الرئيسية والإستراتيجية له، بما يُكسب الاختلاف جانباً إيجابياً، من خلال التعرف على الرأي والرأي الآخر، ومن خلال تعزيز قنوات التواصل والحوار الفكري وتطويرها بين أفراد المجتمع، لتوثيق عرى الوحدة الوطنية.
ونفذ المركز طيلة مسيرته عدة لقاءات وطنية رئيسية للحوار الفكري، واللقاءات التحضيرية والفعاليات الحوارية الأخرى في أغلب مدن المملكة.
أهداف المركز
يسعى المركز إلى توفير البيئة الملائمة الداعمة للحوار الوطني بين أفراد المجتمع وفئاته (من الذكور والإناث) بما يحقق المصلحة العامة ويحافظ على الوحدة الوطنية المبنية على العقيدة الإسلامية.
وعبر عدد من الأهداف يرسخ المركز ثقافة الحوار وينشرها بين أفراد المجتمع بجميع فئاته بما يحقق المصلحة العامة ويحافظ على الوحدة الوطنية والأهداف هي:
كما يضطلع بمناقشة القضايا الوطنية، وطرحها من خلال قنوات الحوار الفكري وآلياته وتشجيع أفراد المجتمع ومؤسسات المجتمع المدني على الإسهام والمشاركة في الحوار الوطني. كما يهدف إلى الإسهام في صياغة الخطاب الإسلامي الصحيح المبني على الوسطية والاعتدال وتوفير البيئة الملائمة لإشاعة ثقافة الحوار داخل المجتمع ووضع رؤى استراتيجيية لموضوعات الحوار الوطني.
مسابقة حواركم
أطلق المركز مسابقة (حواركم) للأفلام القصيرة في نسختها الأولى عام 2015، بهدف استثمار مواهب الشباب المبدعين من خلال صناعة أفلام قصيرة وصور فوتوغرافية تحث على قيم الحوار والتسامح والتعايش، وتدعو لنبذ التعصب وتعزيز اللحمة الوطنية ونشر ثقافة الحوار في المجتمع.
مشروع حوار الفنون
يعتزم المركز إطلاق مشروع “حوار الفنون” في النصف الأول من شهر فبراير القادم، بمشاركة كافة أطياف المجتمع من المبدعين والمبدعات المهتمين بالجانب الحضاري والثقافي في مناطق المملكة. ويعد المشروع الذي يستهدف الشباب من عمر 15 سنة وما فوق، إحدى مبادرات الإستراتيجية للمركز بتوظيف الفنون لتعزيز منظومة القيم التي يعمل عليها كالحوار والتسامح والتعايش والتلاحم الوطني، والمشتركات الإنسانية بما يسهم في حماية النسيج المجتمعي، وسعيًا منه لدعم المجتمع الفني والثقافي في المملكة من خلال استثمار الفنون الإبداعية بوصفها إحدى القوى الناعمة، والتي تهدف لاستثمار رسالة العمل الفني بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.
مسارات فنية
وقد نفذ المركز عددا من المسارات الفنية كمسرحية النخلة بمناسبة اليوم الوطني لتعزيز منظومة القيم الوطنية، كما عمل على استثمار طاقات رواد الفن التشكيلي للتعبير عن قيم الحوار بالتعاون مع الجمعية السعودية للفنون التشكيلية، وأقام سبموزيوم الحوار للنحت الذي شارك فيه نخبة من النحاتين السعوديين ليطوعوا الحجر الصلب ويعبروا عن قيم التعايش والتسامح.