مع دراسة نقدية للشاعر الدكتور يوسف العارف، وفي طباعة أنيقة وإخراج تميز بالروعة ، جاءت المجموعتان الشعريتان اللتان ضمتا العديد من القصائد للدكتور عبدالله بن محمد الزيد، مدير عام التعليم الأسبق بالمنطقة الغربية ( منطقة مكة المكرمة حاليا )، الرجل الذي قاد المؤسسة التعليمية للتغيير الجذري، وفي مرحلة من أهم المراحل في تاريخ التعليم بالمملكة، إبان وزارة المعارف وحكيمها، معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر رحمه الله، وبشهادة أركان الوزارة المشاركين حضوريا في مؤتمر المعلمين الثاني عام 1396هـ ، وما احتوى عليه من أبحاث أكاديمية مُحَكَّمَة.
كانت الانطلاقة الأولى وبداية التغيير والانتقال لمرحلة معاصرة، حين جعلت الوزارة تعتمد على توصيات المؤتمر ضمن خططها الإستراتيجية، في برنامج التعليم المطور بنظام الساعات، الذي طبقته في مدارسها مؤخرا كنموذج مصغر للنظام الأكاديمي في الجامعات.
وقد ضمت المجموعة الشعرية الأولى للدكتور الزيد، 120 قصيدة، تناولت العديد من الموضوعات في تناغم فريد، بين القصائد الوطنية والوجدانية والرثاء .. ومن ضمن قصائده قصيدة بعنوان (ماتت العليا)، يقول في مطلعها: ماتت العليا يوم مات الركبان، يرثي فيها أستاذ الجيل الأديب محمد العثمان الركبان رحمه الله، مدير عام الحرس الوطني الأسبق، ومن الرثاء قصيدة أخرى للدكتور الزيد بعنوان (الحبيب الذي افتقدناه)، يرثي فيها شقيقه العميد عبدالرحمن بن محمد الزيد، يقول فيها: سقى الله قبرا … بالفلاة كأنه … على ربوة .
وضمت مجموعته الشعرية الثانية التأملات الدينية، والوجدانية، والوطنية، والمطارحات الشعرية مع بعض أصدقائه من الأدباء، وفي مقارنة مُنْصِفة للزيد تأتي قصيدته (دار التوحيد) التي يصف فيها حالنا، كيف كنا وكيف أصبحنا في عهد مؤسس الكيان السعودي، الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، إذْ يقول: كانت صحراؤنا معدمة نائمة بالكلية، لا ماء لا كهرباء والطرق الأخرى منسية، احتار المؤسس هل من حل أو أمنية؟ جاءت دار التوحيد وقالت أنا الحل أنا المعنية .. ومن الشعر الشعبي قصيدة له بعنوان (سلامي على الوشم) يقول فيها: سلامي على الوشم، يا زين طاريه، وعلى كل من قال ، حييته أو أغليه ، سلامي على كميت ، واللي حواليه.
أن المتأمل للسيرة الذاتية للدكتور الزيد، لابد أن يقف إكبارا لهذا القائد والرائد والرمز التربوي، وما تحتويه سيرته من إنجازات أكاديمية وتطويرية، وهو(الذي لم ينشد التكريم في حياته المليئة بالعطاء) منذ أن غادر موقعه القيادي لما يقارب من ربع القرن، فإن التكريم الحقيقي هو ما تكنُّه له النخب التربوية والثقافية والأدبية والإعلامية، وعلى كافة المستويات، وممن عمل تحت إدارته من القيادات التربوية.. وشكرا ألف للناقد الأديب والشاعر المبدع رجل الثقافة الدكتور يوسف حسن العارف، على هذا التقديم الأروع والشكر لدار النشر في فن الإخراج وتصميم الغلاف، متمنيا لأستاذ الجيل الدكتور الزيد، موفور الصحة والمزيد من الإنتاج الفكري والمعرفي.