البلاد – رضا سلامة
تعد تركيا العدة لاستئناف الحرب في ليبيا على الرغم من الجهود الدولية المبذولة لإحلال السلام، إذ هبطت أمس (الثلاثاء) طائرتي شحن عسكريتين تركيتين، في قاعدة الوطية، ما يؤكد تهيئة أنقرة المسرح الليبي لجولة جديدة من الحرب، وذلك بعد أيام قليلة من زيارة وزير دفاعها خلوصي آكار إلى طرابلس. ونقلت وسائل إعلام ليبية عن مصادر مطلعة قولها: إن أنقرة نقلت إلى الأراضي الليبية بطاريات صواريخ ومنظومتي رادار ثلاثي الأبعاد، في ظل إصرار مليشيات أردوغان على التدخل في الشؤون اللبيبة الداخلية، مواصلتها زعزعة الاستقرار في المنطقة. ويرى خبراء عسكريون، أن أنقرة ستستخدم المرتزقة الذين أبقتهم في ليبيا لتأجيج الصراع من جديد على ضوء المستجدّات الأخيرة التي تنذر باندلاع مواجهات عسكرية، حيث بدأت قوات الوفاق التجييش والتحشيد خلال الأيام الأخيرة مدعومة بالأسلحة التركية والمرتزقة.
وفي الداخل التركي، يتجه أردوغان إلى إغلاق المناخ العام وتشديد قبضته على مؤسسات المجتمع المدني، بعد إقرار البرلمان قانون الجمعيات المثير للجدل، والذي يوسع سيطرة الحكومة على منظمات المجتمع المدني، فيما حذر نشطاء حقوقيون من إغلاق المنظمات غير الحكومية، وخنق ما تبقى من المعارضة. وقال مدير منظمة العفو الدولية في تركيا، طارق بيهان، وفقا لصحيفة “فايننشال تايمز”، إن تلك الخطوة تثير احتمال إلغاء جميع المنظمات والجمعيات الحقوقية في تركيا.
ويسمح التشريع الذي أقره البرلمان مؤخرا لوزارة الداخلية بتعيين مسؤولين في المنظمات غير الحكومية ووقف أنشطة الجمعيات بتهم غامضة تتعلق بالإرهاب، كما يتيح تنفيذ عمليات تفتيش مهينة لمجموعات المجتمع المدني ويحد من جمع التبرعات عبر الإنترنت، ويمنح وزير الداخلية صلاحية إغلاق أي جماعة متى شاء دون فرصة للاستئناف. وتنطبق قواعد الرقابة على المنظمات غير الحكومية على عدد كبير من جمعيات المجتمع المدني بما في ذلك المدافعين عن الحقوق والحريات والجمعيات الأهلية بمختلف أنشطتها. يأتي هذا، بينما كشفت نتائج استطلاع رأي أجرته مؤسسة “أوراسيا” التركية للأبحاث في ديسمبر الجاري، عن انهيار شعبية التحالف الحاكم في تركيا، حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان، وحزب الحركة القومية الذي يتزعمه دولت بهجلي. وأوضح مدير مؤسسة أوراسيا، كمال أوزكيراز، أن عدد الولايات التي يتقدم فيها التحالف الحاكم هي 29، أما الـ52 ولاية المتبقية فتتخطى فيها المعارضة التحالف.