اليوم الخامس من جمادى الأولى من عام ١٤٤٢ للهجرة، يظل في الذاكرة الطبية تحديدا ففي هذا التاريخ تكونت لجنة برئاسة مدير صحة منطقة المدينة، وذلك لهدف إغلاق مستشفى (الأمراض الصدرية) بعد ما يقرب الأربعة عقود كان المستشفى خلالها يقدم خدماته المميزة للمصابين بمرض الدرن وغيرها من الأمراض الصدرية.
ولقد قمت بكتابة العديد من المقالات التي نشرت على صفحة الرأي بصحيفة البلاد، كما نشرت صحيفة البلاد تقريرا متكاملا عن مرض الدرن وخطورته الكبيرة على المجتمع، وكتب الاستاذ علي خضران القرني مقالا عن المعاناة التي أصابت المجتمع نتيجة إغلاق مستشفيات الدرن. كل هذا، مر في صمت وعدم تفسير مسببات الاغلاق.
السؤال الأهم لماذا لم تجتمع اللجان لتطوير وتحسين مخرجات المستشفى مثلا وهو الامر الأفضل ؟. لعلي هنا اطرح مجموعة من الأسئلة، على رأسها السؤال عن دور المستشفى في علاج الدرن على امتداد سنوات ومراحل تنويم المرضى حتى مرحلة الشفاء التام عوضا عن معالجة مرض معد في مستشفيات عامة ثم هل من المنطق تحويل مستشفى الى مركز صحي لا يمتلك اية مقومات متكاملة في الرعاية الصحية؟ وهل إغلاق المستشفى كان حلا مثاليا ؟ وهل الرعاية المنزلية لمرضى الدرن كافية لتقديم خدمات متكاملة تحقق الشفاء وتجنب تفشي العدوى ؟ وهل غرف العزل بمستشفيات المنطقة كافية العدد وفي حالة مثالية؟ الا توجد عواقب سلبية مستقبلا في هذا الشأن؟ باختصار، كان بالإمكان المحافظة على المنجزات الصحية التي حققتها مستشفيات الدرن والاستمرار بمحاصرة الداء لتجنب انتشاره من جديد.
ماجستير علم المناعة والحساسية
دكتوراه علم المناعة والعدوي