مكة المكرمة – احمد الاحمدي
يزخر مركز عين شمس التابع لمحافظة الجموم بالعديد من المواقع ذات المقومات السياحية اضافة لوجود مواقع تاريخية ومعالم اثرية هامة علاوة على وجود محميات قديمة وخاصة المحمية الشهيرة المسماة بـ(بمحمية الجرفين) والتي تقع الى الشمال من وادي الطرفا وتعد هذه المحمية من المواقع القديمة ، غير أن المحميات والمتنزهات في الرهن تكاد أن تتلاشى نظرا للتمدد العمراني الذي يزحف نحوها ما حدا بالسكان بمطالبة الجهات المعنية في وزارة السياحة والتراث الوطني ووزارة البيئة والمياه والزراعة وامانة العاصمة المقدسة ممثلة في بلدية الجموم بالاهتمام والعناية بهذه المواقع السياحية والتاريخية والاثرية وجعلها كمتنزهات برية لخدمة الاهالي والزوار والسياح خاصة وهي تمتلك جميع مقومات المناطق السياحية والترفيهية فضلا عن أن اطلاق مقومات السياحة سوف يساهم في توظيف العديد من الشباب في المركز.
(البلاد) استطلعت آراء الاهالي والذين اكدوا ضرورة الاهتمام بالمواقع السياحية في المركز وتحويلها إلى مناطق للجذب السياحي ، فيما أكد رئيس بلدية الجموم أن حماية هذه المواقع من اختصاص وزارة البيئة والزراعة والمياه، بينما اكد المجلس البلدي للجموم انه اصدر دراسة تتعلق بتطوير المتنزهات في عين شمس.
ففي البداية قال محمد اللحياني إنه على الرغم من اهمية هذه المواقع وما تشتمل عليه من مواقع سياحية وتاريخية ومعالم اثرية وقربها من مدينة مكة المكرمة وبها محمية الجرفين التاريخية وما تمتاز به من وديان وشعاب الا أن النطاق العمراني يتمدد نحوها .
واضاف اللحياني ان محمية الجرفين محمية قديمة وتعرضها للزحف العمراني قد يقضي على مقوماتها السياحة ومعالمها التاريخية ان لم يتم تدارك ذلك من قبل الجهات ذات العلاقة مثل وزارة السياحة والتراث الوطني ووزارة البيئة والزراعة والمياه وامانة العاصمة المقدسة ممثلة في بلدية الجموم وغيرها من الجهات المعنية لذا نطالب هذه الجهات المعنية بالاهتمام بهذه المواقع حتى تحتفظ بقيمتها الثقافية والتاريخية والسياحية .
معالم أثرية
ويشارك بالرأي صالح اللحياني فيقول لاشك ان المنطقة لها اهمية بالغة ويجب المحافظة على معالمها التاريخية الهامة وعلى اختيارها منتزهات سياحية برية ذات طبيعة جذابه للسياح ولقربها ايضا من المعالم التاريخية المشهورة في الجموم وقراها مثل سوق مجنة التاريخي ومسجد الفتح التاريخي، علاوة على قربها من طريق مكة المدينة المنورة طريق الهجرة والطريق المعروف قديما بطريق الحاج السامي.
اضافة لوجود اثار مبرة الملك عبد العزيز الخيرية بالجموم وبئر التفلة وقلعة عسفان التاريخية وبئر الدرج وغيرها من المعالم التاريخية الواقعة في محافظة الجموم والمراكز التابعة لها لافتا إلى انه بالامكان قيام الجهات المعنية بالربط بين هذه المواقع السياحية بمركز عين شمس والمواقع التاريخية بالجموم ومراكزها لسهولة وصول السياح وعشاق الاماكن التاريخية والاثرية لها.
دراسة بيئية
عبد الله اللحياني قال إن هذه المواقع حظيت بأول دراسة بيئية وهي تعتبر اول دراسة توصي بتنفيذ مشروع يهدف الى اعادة تأهيل المواقع وتطويرها وبناءً على تلك الدراسة تم التأكيد على أن هذه المواقع جديرة بالعناية والا هتمام وان يحفظ لها جميع ما تتميز به من مقومات ثقافية وبيئية ومعالم تاريخية واثرية ومناظر طبيعية ومواقع سياحية هامة. فيما دعا عبد الرحمن اللحياني الجهات المعنية بضرورة تفعيل مشروع استصلاح الاراضي ليحقق اهدافه المنشودة على ارض الواقع من خلال الحفاظ على المتحقق من هذا المشروع، لافتا إلى أن التمدد العمراني اصبح يهدد هذه المتنزهات البرية ذات الطبيعة البكر وهي من المواقع القابلة للتطور السياحي.
حلول ومقترحات
فهد صالح الطليحي من المهتمين بالحفاظ على البيئة قال: لقد استبشرنا خيرا بصدور النظام الجديد للبيئة الذي نأمل أن يعجل في تطبيقه موضحا إن الحلول والمقترحات كثيرة في هذا الجانب ، لكنني اكتفي بثلاثة اقتراحات أرى لها الأولية.. الأول أن لا ينفذ أي مشروع عمراني إلا بعد التنسيق مع وزارة البيئة والمياه والزراعة وهيئة التراث والثاني عند احتياجنا لمجمعات سكنية جديدة يتم انشاؤها في ضواحي ليست ملتصقة بالمدن والبلدات القائمة .والثالث الاعتناء بالمواقع البيئية التي حظيت بدراسات سابقة او تم صيانتها وتطويرها لتكون مواقع للجذب السياحي .
خطط تنموية
وقال احمد الهذلي هناك نظام للبيئة ينص على أن تتخذ جميع الجهات العاملة في القطاع التنموي ما يلزم لضمان استراتيجياتها وبرامجها وخططها التنموية الاعتبارات البيئية التي يجب أخذها في الحسبان عند إعداد أي مشروع …وأن تنسق مع وزارة البيئة والمياه والزراعة لضمان سلامة البيئة. ويقول كل من محمد بن صلاح وعلي بن محمد المجيدي إن المخططات العمرانية تزحف نحو مواقع الآثار والمتنزهات لذا يتوجب أن يتم وضع آلية لوقف الزحف العمراني تجاه هذ المواقع .
مناظر طبيعية
من جهته أوضح مدير عام مركز تاريخ مكة المكرمة الدكتور فواز بن علي الدهاس من المعروف أن منطقة الجموم تتمتع بمناظر طبيعية وتكثر فيها الأشجار الغابية وما زالت تنتشر في جنباتها إلى جانب التراث الطبيعي الجميل والآثار التاريخية العريقة مثل سوق مجنة والجبل الاصفر ومسجد الفتح ومسجد الروضة وبعض القلاع كما تحاذي الجموم بعض الطرق القديمة مثل درب الحج الشامي ولا شك أن هناك ضرورة ماسة للمحافظة على الاثار والتراث الطبيعي ولاشك أن صدور التنظيمات البيئية كان لها اثرها في وقف تدهور الأ راضي وإعطاء الفرصة لاستعادة الغطاء النباتي كمنع الاحتطاب أو الاضرار بالموارد الطبيعية. وقال رئيس المجلس البلدي بالجموم عادل اللحياني لقد اصدر المجلس البلدي بمحافظة الجموم رؤية لتطوير محافظة الجموم وتوصل الى 17 فكرة تطويرية يتابعها المجلس مع بلدية الجموم ومع الجهات الاخرى بدعم من محافظ الجموم ومن خلال اجتماعات لجنة مدينة الجموم الصحية برئاسة محافظ الجموم ورئيس المجلس البلدي تم البدء في تنفيذ هذه الرؤية وفق الاولويات والموارد المتاحة ويرحب المجلس البلدي بأية أفكار وطلبات تساهم في تنمية محافظة الجموم من خلال وسائل التواصل المتعددة مع المجلس باعتباره صوت المواطن لدى المسؤولين.
عناية واهتمام
اوضح رئيس بلدية الجموم المكلف منصور الجهني لقد انتقلت مسؤولية تهيئة وتطوير وتاهيل المنتزهات الطبيعية من مسؤولية البلديات الى مسؤولية وزارة البئية والمياه والزراعة واصبحت من ضمن اختصاصها ومسؤولياتها وبلدية محافظة الجموم على اتم الاستعداد للتعاون والتنسيق مع وزارة البيئة والمياه والزراعة وكافة الجهات ذات العلاقة للعناية والاهتمام وتطوير هذه المتنزهات متى ما طلب منها ذلك.