جدة – نجود النهدي
حقق حلمه بالإصرار وأثبت للجميع أن الكفيف قادر على أن يصنع شيئا مهما في مجتمعه، حقق وثابر وعمل وحصل على العديد من الخبرات لم يقف عند نقطة الحزن بل واصل وحقق ما يريد بكل قوة وعزيمة وحب لعمله الذي يريده إنه صديق العصا البيضاء عبد العزيز حويمد الشماسي والذي لم يركن لإعاقته البصرية وشمر عن ساعديه وأصبح مبدعا في مجال البرمجه بلغة بايفون ومطورا لمواقع الويب وداعما لذوي الاعاقة لتحقيق طموحاتهم والمساهمة في الحراك التنموي، وأصبح الشماسي أول كفيف سعودي يحصل على شهادة في البرمجة فضلا عن دعمه للمكفوفين وإضاءة طريقهم بالتقنيات الحديثة.
بداية يقول الشماسي 25 عاما أنه تخرج في قسم اللغة الإنجليزية من جامعة الملك عبد العزيز بامتياز بفضل من الله عز وجل، وكان وما زال يؤمن بأنه يحق للجميع استخدام التقنيات بغض النظر عن التحديات التي يواجهونها؛ لافتا إلى أنه يسخر إمكانياته لتطوير آليات الوصول للمواقع والتطبيقات الإلكترونية واستطاع أن يحقق طموحاته في هذا المجال.
ويستطرد بقوله إنه كان وما زال مولعا بالحاسوب وتقنياته منذ صغره، حيث أن الكمبيوتر بالنسبة له عالم مليء بالعجائب والغرائب وكنت أحاول أن أتصفح كل تقنية تقع عليها يدي، وأذكر أنني كنت أحاول أن أتدرب على جهاز الوالد القديم المكتبي ، وفي تلك الفترة كانت أنظمة التشغيل قديمة جداً وكانت إمكانيتها ضعيفة عما هي عليه الآن . وفي الصف السادس الإبتدائي حصلت على جهاز كمبيوتر وبدأت أتعلم بشكل أكبر فيه ، حيث كنت أحذف ملفات الأنظمة التشغيلية لكي أتعلم كيفية تركيبها مرة أخرى ومن هنا بدأ لدي حافز التعلم .
وأضاف قبل ثماني سنوات تقريبا علمت إنه يجب علي أن أبدأ بشكل رسمي تعلم منهج البرمجة وفي تلك الأثناء لم يكن هناك مصادر جيدة ولكن؛ بالاصرار وشحذ الهمة استطعت أن اتعلم البرمجمة وأصبحت مدربا للمكفوفين للمكفوفين على استخدام التقنيات المساعدة.
وأضاف أنه التحق بدورة في مؤسسة مسك الخيرية واستطاع أن يحقق طموحاته حيث انه في نهاية الدروة حصل على شهادة في البرمجة، لافتا إلى أن الكفيف قادر على دخول مثل هذه الدورات المتقدمة إذا اتيحت له الفرصة، موضحا في الوقت نفسه إلى أنه أول كفيف سعودي يحصل على شهادة من أكاديمية مسك في البرمجة ، بعد هذه الدورة التحقت بدورتين ثانيتين، وقد وجدت الدعم والاهتمام من القائمين على هذه الدورات حيث ، كانوا جدا مرحبين بي ومتعاونين وأذكر أن الدورة الأولى كانت في مبادئ البرمجة ، والثانية كانت في تصميم واجهات الويب ، والدورة الثالثة كانت في تصميم الويب الشامل يتضمن ذلك قواعد البيانات والحماية والتوزيع البرمجي وعمليات التطوير البرمجي.
وفي الختام أوضح الشماسي بقوله : رسالتي للمكفوفين أن الطريق صعب وطويل جداً ولكن الإصرار جدا مهم لبلوغ الهدف لأنه لولا الإصرار بعد توفيق الله لم أكن سأصل أنا إلى ما أريد ، ودائما هنالك مقولة ألا أنتظر الفرصة بل أصنعها لأنه الفرصة لن تأتي على طبق من ذهب، لكن عليك أنت أن تحول من نفسك من شخص عادي إلى شخص له احتياج عند الناس ، تخلق مجتمعا يجدون أن المحتوى الذي تنشره ممتاز تكون لنفسك سمعة وإنسانا محترفا في عمله وهذا كله بعد الإصرار والتعلم ولا يتوقف ذلك على التعلم فقط والخبرات بل إن الحياة هي أكبر من ذلك بكثير ولذلك انطلق في تحقيق أهدافك وثابر وواصل والله عز وجل لا يخيب من سعاه ولذلك يجب عليك أن تسعى.