بيروت – البلاد
يبدو أن السجال الاشتباكي الأخير بين الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، أطلق رصاصة الرحمة على إمكانية بلوغ الرئيسين خط التفاهم على التشكيلة الحكومية.
وقالت مصادر سياسية، وفقا لوسائل إعلام لبنانية، إن هذا السجال سيضر بعملية تأليف الحكومة، مؤكدين أن الخلافات بين عون والحريري خرجت إلى العلن لأول مرة، منذ تكليف الأخير بتشكيل الحكومة قبل نحو شهرين، حيث تبادل الطرفان الاتهامات حول المسؤولية عن فشل تشكيل الحكومة الجديدة.
وأكدت المصادر أن التوافق بين الطرفين بات يتطلب معجزة، فكل منهما حدد سقفه وحده النهائي، وقرر ألا يخضع لمزاجية وإملاءات الآخر.
وكان الحريري تعهد لدى اختياره رئيسا للحكومة للمرة الرابعة، في أكتوبر الماضي، بتشكيل حكومة سريعا، تكون قادرة على إحياء خارطة الطريق الفرنسية، إلا أن الخلافات السياسية القديمة عرقلت محادثات تشكيل الحكومة في وقت تتجه فيه البلاد نحو ما تحذر وكالات الأمم المتحدة من أنه سيكون “كارثة اجتماعية”.
وأشارت المصادر إلى رفض ميشال عون التشكيلة الجديدة للحكومة التي تقدم بها رئيس الحكومة المكلف، والتي تضم 18 وزيرًا بعد شهرين من المشاورات والخلاف، حال دون الوصول إلى الاتفاق على حكومة جديدة.
وكان رهان الفرقاء في لبنان على زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المقرر لها 22 ديسمبر الجاري، لبحث أزمة تشكيل الحكومة والمبادرة الفرنسية، إلا أن إعلان إصابته بكورونا، أمس، وبقائه في العزل لمدة أسبوع على أقل تقدير، أسقطت هذا الرهان وفاقمت أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة.
وعلى وقع فشل تشكيل حكومة إنقاذية تُخرج لبنان من أزماته المتراكمة، وبعد حرب البيانات بين بعبدا وبيت الوسط، كشفت المصادر أن مستويات سياسية تلقّت في الساعات الماضية، تقاريرًا من العاصمة الفرنسية تعكس امتعاضًا وغضبًا شديدين في الإيليزيه، وعودة بعض المسؤولين الفرنسيّين إلى “التقريع” علنًا بحق المسؤولين في لبنان.