القاهرة – محمد عمر
تستهدف الميليشيا الحوثية الانقلابية، ذراع إيران في اليمن، العملية التعليمية بكل مكوناتها من مناهج ومعلمين وطلاب، لتغيير الهوية الوطنية وتوطين ثقافة الكراهية والعنف، لإعداد أجيال يسهل استقطابها في مخططاتها لاحتلال البلاد وزعزعة أمن واستقرار المنطقة، وفق المشروع الإيراني التي تعد الميليشيا وكيله الحصري في اليمن.
وأكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، أن الغزو الثقافي الذي يشنه نظام الملالي على الشعب اليمني لا يقل خطرا عن الحرب العسكرية، منوهًا إلى أن مساعي النظام الإيراني وأداته (ميليشيا الحوثي الإرهابية) لاستهداف اللغة العربية وإحلال الفارسية مكانها يعد جزءا من مخطط استهداف هوية اليمن وعروبته وإرثه الحضاري، وتوطين ثقافة والفكر الإيراني المنحرف، ضمن المخطط التخريبي في المنطقة ووهم استعادة الإمبراطورية الفارسية.
وأشار الإرياني إلى أن المساعي الإيرانية لبسط الهيمنة على القطاع التعليمي والثقافي في اليمن غزو ثقافي فارسي ممنهج، ظهر بوضوح مع تأسيس قسم اللغة الفارسية في جامعة صنعاء، وإعداد مناهج لتجريف الهوية وتخريج الإرهابيين، واستقبال عدد من العناصر الحوثية في إيران وإعادتهم قنابل مفخخة، مبينا أن إغلاق قسم اللغة العربية في جامعة صنعاء، جزء من الغزو الإيراني والحرب الثقافية على اليمن، وسعي لتمجيد رموز الإرهاب الإيراني، وأحد أوجه محاولات مسخ الهوية العربية التي تسعى لها إيران وأداتها الحوثية.
ولفت إلى أن إطلاق اسم قاسم سليماني على إحدى دفعات التخرج من كلية اللغات بجامعة صنعاء إرتهان واضح من ميليشيا الحوثي لمشيئة عدو اليمن التاريخي، ومحاولة لتوطين اللغة الفارسية في مناطق سيطرتها وصناعة حالة من التبعية اللغوية والفكرية في أوساط الشباب اليمني.
إلى ذلك، قال المسؤول الإعلامي لنقابة المعلمين اليمنيين يحيى اليناعي، إن السجل الأسود والدامي للميليشيا الحوثية الانقلابية في مجال استهداف التعليم والمعلمين، لم يبدأ باحتلال صنعاء أواخر عام 2014، بل سبق ذلك بأعوام عديدة منذ سيطرتها على عدد من مديريات صعدة.
وأكد اليناعي لـ”البلاد” أنه قبل الانقلاب كانت الميليشيا الحوثية تمارس حملة عدوانية منظمة ضد التربويين في محافظة صعدة، وتعددت جرائم الحوثي منذ سنوات طويلة ضد التربويين، ومنها هذه القصة الإنسانية المؤلمة لـ6 معلمين أخفتهم ميليشيا الحوثي قسريًا منذ عام 2009، وأحالت حياة أسرهم إلى جحيم على حافة الانتظار.
وأوضح أن المعلمين الستة من محافظة صعدة كانوا يحملون ملابس العيد لأطفالهم، وفي الطريق اختطفهم الحوثيون ولم يُشاهدوا بعدها منذ ذلك التاريخ، مرجعًا خطف المعلمين الستة وهم، عبد الله هلال، أحمد أبو شعوه، علي جازع، عيضة عرام، مسفر الشامي، وإسحاق العزي؛ لأنهم لم يرضخوا لضغوط الحوثي في تحويل مدارسهم إلى مراكز طائفية تردد شعاراته وصرخاته الخمينية.
وفي السياق، رصد تقرير يمني تورط 53 قياديًا في صفوف ميليشيا الحوثي بمقتل 325 طفلًا، خلال العشرة أشهر الأولى من عام 2020، نتيجة تجنيدهم من أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء، وإرسالهم إلى جبهات القتال في صفوف الميليشيا.
وأكد التقرير أن 53 قياديًا في الميليشيا عملوا على تجنيد الأطفال والتغرير بهم وزجهم بجبهات القتال، بينهم القادة الخمسة المدرجون في خزانة العقوبات الأمريكية؛ هم: عبدالحكيم الخيواني، عبدالرب جرفان، عبدالقادر الشامي، مطلق المراني، سلطان زابن، بالإضافة إلى قيادات أخرى.
من جهة ثانية، صرح المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العميد الركن تركي المالكي، أن المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران أطلقت أمس صاروخاً بالستياً من صنعاء باستخدام الأعيان المدنية لمكان الإطلاق، وسقط بعد إطلاقه بمسافة 158 كلم داخل الأراضي اليمنية في صعدة، مؤكدا أن المليشيا الحوثية مستمرة بانتهاكها للقانون الدولي الإنساني بإطلاق الصواريخ البالستية وسقوطها عشوائياً على المدنيين وكذلك التجمعات السكانية التي تهدد حياة المئات من المدنيين. وتابع “قيادة القوات المشتركة للتحالف مستمرة في اتخاذ الإجراءات الصارمة والرادعة لتحييد وتدمير هذه القدرات النوعية لحماية المدنيين بالداخل اليمني، وحماية الأمن الاقليمي والدولي”.