القاهرة – محمد عمر
فصل جديد من فصول تعذيب الإعلاميين في سجون الحوثي، يرويه لـ”البلاد” الصحافي اليمني هشام عبد الملك اليوسفي، الذي نجا من الموت بأعجوبة عندما استهدفته رصاصات عناصر ميليشيا الحوثي الانقلابية، ذراع إيران في اليمن، أثناء تصويره وقفة احتجاجية مناهضة للعنف الحوثي، ولكنه لم ينجُ من الاختطاف والتعذيب على مدى 64 شهرا في زنازين المليشيا.
اليوسفي أراد توثيق القمع الحوثي والجرائم البشعة التي ترتكبها المليشيا خلال الاحتجاجات غير أنه منع من ذلك وتمت ملاحقته بعد أربعة أيام من تغطيته لاحتجات صنعاء ليختطف بتاريخ 9 /6 /2015 من أحد الفنادق برفقة 8 من زملائه الصحافيين، ليمضي 5 أعوام وأكثر من 4 أشهر في زنازين وأقبية تعذيب الميليشيا الحوثية، قبل أن يفرج عنه وأربعة آخرين من زملائه في 15 أكتوبر الماضي، بموجب اتفاقية تبادل أسرى ومختطفين بين جماعة الحوثي والحكومة الشرعية اليمنية، بينما لا يزال هناك 4 صحافيين رهن الاحتجاز، مهددون بتنفيذ حكم إعدام ضدهم.
ويقول اليوسفي إن الميليشيا وجهت له ورفاقه مزاعم ملفقة، كالعمل لصالح الشرعية أو التحالف أو إرسال إحداثيات مواقع، مبينا أنه لم توجه لهم اتهامات أخرى تتعلق بعملهم إلا بعد ثلاث سنوات، عندما وجهت إليهم تهم نشر أخبار كاذبة والإضرار بالمصلحة العامة، من خلال إنشاء مواقع وصفحات على الشبكات الاجتماعية، مشيرا إلى أنه رغم صدور قرار الإفراج عنه وزملائه حسن عناب، هيثم الشهاب عصام بلغيث، وهشام طرموم، بتاريخ 11 أبريل الماضي، إلا أن الميليشيا احتجزتهم أكثر من ستة أشهر أخرى، لتبادلهم بأسرى حرب.
وكشف اليوسفي عن وحشية معاملة الميليشيا الحوثية للمختطفين، خاصة الصحافيين، ما انعكس على صحتهم وحياتهم بعد الإفراج عنهم، من خلال انتكاسات صحية بين الحين والآخر، بسبب التعذيب النفسي والجسدي الذي تعرضوا له، منوها إلى أنه تنقل بين عدة معتقلات وسجون حوثية كل يوم فيها بمقدار عام جراء الألم من التعذيب والظروف السيئة بالزنازين التي تضم 30 شخصا رغم أن مساحتها لا تتجاوز متر في مترين. وأكد اليوسفي أنه أضرب عن الطعام لمدة 288 ساعة بسبب إخفائه القسري لستة أشهر، غير أن ذلك لم يؤثر في مختطفيه الذي حاولوا كسر إرداته بالتعذيب الجسدي، عبر الضرب بالعصي واللكم والركل والإهانة أثناء جلسات التحقيق خلال السنة الأولى، مبينا أن الضرب تركز على الرأس والعمود الفقري والكلى والقفص الصدري والبطن والمفاصل وعظام الأيدي والأرجل بهدف إحداث إعاقات. وأضاف ” التعذيب النفسي كان أشد فتكا إذ تم تهديدي بنقلي إلى مخازن الأسلحة كدرع بشري،
وأجريت مكالمات أمامي لشخص آخر يطلبون منه إحضار السيارة لنقلي إلى نقم أو عطان، بالإضافة لإعادة تعمير السلاح الناري صوب راسي وتهديدي بالقتل، كما تركوني لأيام وأسابيع في غرفة مظلمة تماما مع الحرمان من النوم والأكل والشرب، وعندما يعطوني المياه أجدها ملوثة إلى جانب بقايا طعام تعافه الحيوانات، وحرموني أيضا من العلاج، ونقلوا أخبارا مزعجة لأهلي عن وضعي في المعتقل”. ونوه اليوسفي إلى أن سجاني الحوثي معظمهم لا يستطيعون القراءة والكتابة، لذلك يعانون من عقد نفسية بسبب طبيعة حياتهم، وانعكس ذلك على تعاملهم مع المختطفين، خاصة الصحافيين، إذ يعاملونهم بقسوة وحقد وعصبية، مؤكدا أن من يقرأون ويكتبون سطحيون ومحدودو التفكير ومغرر بهم، حيث يرددون ادعاءات الحوثي الضالة دون فهم، مشيرًا إلى أنه تعرض لضغوط لتغيير موقفه الوطني من الميليشيا الحوثية الانقلابية، وطُلب منه العمل مع قناة “المسيرة” مقابل الإفراج عنه، لكنه رفض وتمسك بموقفه حتى النهاية، لمناهضة المشروع الحوثي الظلامي.