جدة – رانيا الوجيه – فاطمة عويضة
ثمة وجه آخر لعروس البحر الأحمر جدة ، وهو سيناريو مختلف عن البحر والشواطئ الرملية والواجهات المضيئة المطلة على الكورنيش، حيث أنه في السنوات الأخيرة اكتشف الشباب وجها آخر لجدة يتمثل في جماليات الشتاء وروعته في اماكن مختلفة على أطراف عروس البحر الأحمر حيث تغير مفهوم المخيمات و(الكشتات) بطرق أوروبية وعصرية بعيدا عن السيناريوهات التقليدية. وفي مثل هذه الأيام، ومع دخول موسم البرد والأمطار وجمال الأجواء، يحلو لكثير من الشباب والعائلات الخروج للمتنزهات البرية وسفوح الجبال المنتشرة في بعض مناطق المملكة فيما يعرف (بالكشتة البرية) بعيدا عن صخب المدينة وضجيجها، خاصة في ظل توافر الكثير من المناطق البرية الخلابة في بلادنا واهتمام هيئة السياحة بتلك الأماكن لجعلها متنفسا للعائلات ولمن يودون قضاء وقت ممتع سواء مع نهاية عطلة الأسبوع أو قد تمتد فترة مكوثهم في البر أكثر من ذلك، فينصبون الخيام في الصحراء. ( البلاد) تواصلت مع شبَّاب العتيبي أحد أصحاب تأجير المخيمات فقال: أعمل في مهنة تأجير المخيمات منذ سنوات طويلة ، وفي موسم الشتاء من كل عام تنشط مبيعات المخيمات بجميع أنواعها ، حيث أن المخيمات أصبحت بديلا عن الإستراحات وقاعات الأفراح بالنسبة للعائلات ، ولم يعد مفهوم التخييم بشكله العادي النمطي بل نوفر جميع وسائل الترفيه داخل المخيم من شاشات تلفاز وسماعات وألعاب للأطفال وأيضا الدراجات الصحراوية التي يفضلها الكثير من الزوار والمستأجرين.
وعن طبيعة الأراضي التي تقوم عليها المخيمات قال العتيبي:
هناك من يستخدم بعض الأراضي لينصب عليها المخيم على الطرقات بوضع اليد، وهناك من تكون له أرض ملك ويقوم بتأجيرها لأصحاب المخيمات ، وهذه الآلية التي نتبعها في استئجار الأرض من مالكها بعقد ايجار محدود المدة وبمقابل مادي متفق عليه.
تنشيط السياحة الداخلية
ومع تمكين المرأة كان لها بصمة مميزة أيضا في مجال تنسيق الرحلات وابتكار الأفكار التي تميزها في ظل المنافسة بين مؤسسات تنظيم الرحلات الترفيهية والسياحية. وفي هذا السياق قالت رنا باجودة نقوم بتنظيم رحلات ترفيهية والهدف منها تنشيط السياحة الداخلية في المملكة في ظل أزمة كورونا وإخراج الطاقات الإيجابية التي توجد داخل الانسان. لافتة إلى أنه في هذه الرحلات يتم الجمع بين البحر وبين امتطاء الخيول وللعلم أن لكل من البحر والخيول مميزات تبعث الراحة والسكينة وتكون في وقت غروب الشمس لجمال المنظر.
وأضافت نستهدف بهذه الرحلات جميع الفئات العمرية وتخصيص الأيام فيوجد يوم للكبار ويوم للشباب ويوم للعوائل وأطفالهم ويوم للنساء وعلى حسب الفئة العمرية يتم اختيار الألعاب والفعاليات ،موضحة إنه يتم إتخاذ الإجراءات الإحترازية حينما يتم تنظيم الرحلات للعائلات خصوصا وأن الرحلة الواحدة تتضمن نحو 30 شخصا. وبالنسبة للشابة أسود الصالح فهي نموذج آخر للمرأة الناجحة في مجال تنظيم الرحلات الترفيهية والسياحية لجميع زوار المملكة من الخارج والداخل وتوضح الصالح بقولها: أعمل في مجال تنظيم الرحلات السياحية منذ أعوام عديدة وبدأت بتنظيم الرحلات الدولية ، والآن مع ازمة كورونا وإيقاف الطيران الدولي توجهنا إلى تنظيم الرحلات السياحية الداخلية لجميع المواطنين والمقيمين داخل المملكة وقريبا سنستقبل عددا من السياح القادمين من دول الخليج وأوروبا كما أن رحلاتنا لا تقتصر على مدينة جدة فقط بل جميع مناطق المملكة السياحية والتراثية.
واستطردت: في فصل الصيف تعتمد برامجنا على الرحلات البحرية وفي الشتاء تنظيم الرحلات البرية مع توفير وتجهيز جميع الفعاليات والألعاب والمسابقات الترفيهية للزوار. لافتة إلى أنه يتطلب تدريب بعض العاملين في هذه القرى والضواحي كيفية الارتقاء بالمجال السياحي.