في ظل الأزمات التي يشهدها العالم وما تعانيه عديد الشعوب من أوضاع معيشية وحياتية قاسية ، تتجلى الأعمال الإنسانية السعودية في أنصع معانيها ومقاصدها المنزهة بعيدا عن حسابات السياسة أو التصنيف والتمييز ، وتتميز الجهود الإنسانية للمملكة بشمولية مجالاتها واستمرارية برامجها التنموية والإغاثية ، والمنح المالية التي تعين اقتصادات الدول ، وتنازلها عن مليارات الدولارات من الديون المستحقة لها على الدول الفقيرة والأشد فقرا، وتواصل مملكة الإنسانية ، بلد العطاء ومنبع الخير ، هذا البذل المضيئ بالتوازي مع استمرار دعمها للجهود الإغاثية الأممية في كل مجال لتحقيق كل ما فيه خير للبشرية، وما يصبو إليه العالم من أمن واستقرار وتنمية.
إن هذا النهج المتأصل للمملكة يسجل في الذاكرة الإنسانية مبادرات متجددة ومواقف مشرفة يخلدها التاريخ ، متوجة بالأهداف والمبادئ النبيلة المتمثلة بالحيادية والشفافية والاحترافية والمهنية والمبادرة والإبداع وبناء الشراكات الإنسانية والدعم المجتمعي ، في الوقت الذي تواصل فيه دورها الإنساني والسياسي والاقتصادي بحس المسؤولية، وبما تمليه عليها مكانتها الإسلامية والعالمية، ودعم تنفيذ أهداف خطة التنمية المستدامة ، والعنوان الناصع ذلك يتجسد بقوة في الدور غير العادي الذي أنجزته طوال رئاستها لمجموعة العشرين الكبار من أجل حشد قدرة العالم ودعم قدرته على تجاوز الجائحة نحو مستقبل أفضل وأكثر استقرارا.